هل مصطلح “مقتبس عن قصة حقيقية” من نسج خيال هوليوود؟

نُشر في:

اخر تحديث:

الكشف الأخير حول ما قيل أنه القصة الحقيقية وراء فيلم “The Blind Side” هو آخر تطور في سلسلة طويلة من طبيعة الاستغلال المعنون بـ “مقتبس عن قصة حقيقية” في هذا النوع من الأفلام يبدو أن هذه مشكلة لا تنتهي. يعتبر فيلم “The Blind Side” فيلمًا بسيطًا للغاية، وكما نعلم الآن، يروج لقصة لم تكن حقيقية.

من ناحية اخرى فيلم “Stillwater”، الذي يعتبر عملًا سينمائيًا يستند بشكل أساسي إلى قضية أماندا نوكس، تعرض لانتقادات من قبل نوكس. المشكلة هنا واضحة جدًا. أن أخذ قصة حياة شخص وتضخيمها على شاشة السينما هو أمر صعب جدًا. في الواقع، يفترض أن وضع حياة شخص على شاشة السينما سيكون له نية جيدة، سواء كان ذلك لأغراض تعليمية أو تلهم المشاهدين أو لأن الشخص ذو طابع فريد ومثير للاهتمام. من خلال مشاهدة “الحياة الحقيقية” على شاشة السينما، نتعلم عن شيء أكبر من قصة واحدة.

ومع ذلك، في نفس الوقت، نعيش في عصر سينمائي حيث يهتم العديد من الأشخاص المسؤولين في استوديوهات الإنتاج بأقصى قدر من الربح لا أكثر. إذن كيف يمكننا تحقيق التوازن في هذا المجال؟ هل هناك طريقة لصنع هذه الأفلام بحيث لا تستغل الحياة الحقيقية فقط من أجل فيلم مربح؟

فيلم ‘The Blind Side’ والضجة التي أُثيرت حوله

للبدء، يجب أن تقوم بدراسة الأحداث التي لا يمكن إظهارها، وهناك العديد من الأمثلة التي يمكن النظر فيها، حيث يعتبر فيلم “The Blind Side” هو أحدث هذه الأمثلة. قصة حياة بطل سوبر بول مايكل أور بالتأكيد قصة مثيرة للاهتمام، ولكنه يدعي أنه لم يحصل على أي أموال من فيلم فاز بجائزة الأوسكار الذي كان كله حوله، بينما لا تزال العائلة التي التي رويت القصة حولها في الفيلم تحقق أرباحًا منه حتى اليوم. هذه هي المشكلة الأكثر إلحاحًا في هذا النوع حاليًا، ولكن هناك تاريخ طويل من الأفلام المثيرة للجدل التي تم تقديمها مقتبس عن الحياة الحقيقية وأحدثها سلسلة نتفليكس عن الأميرة ديانا التي تحوي الكثير من الأحداث المغلوطة والتي لم تحدث.

اقرأ ايضًا: جيم كاري: لقد اكتفيت من هوليوود وسأعتزل قريبًا!

كما تعرض مسلسل “دامر” على نتفليكس لانتقادات من قبل العديد من الناس لتصوير عقل قاتل متسلسل وحشي، في حين ادعى أنه مُخصص لضحاياه. ولكن التركيز كان على القاتل لنتعاطف مع دوافعه المريضة، الخط المشترك في كثير من هذه الأفلام والمسلسلات هو شيء بسيط فالممثلين والمخرجين وشركة الإنتاج لا يهتمون حقًا بالقصة التي يروونها.

تُخفض هذه القصص المعقدة جدًا إلى أبسط نسخة لتخدم أي نوع فيلم ممكن أن يحقق ربحًا. في فيلم “The Blind Side”، يتم تقديم حياة أور في دراما رياضية دون أن يتم استكشافها بشكل عميق. ودامر هو مجرد مسلسل جريمة حقيقية آخر لم يخضع لمستوى من العناية والاعتبار اللازم لصنع هذه القصص بشكل صحيح، وهذا يؤدي إلى تضررها بشكل كبير.

فيلم “The Social Network” والقصة الشبه حقيقية خلفه

ثم، لدينا فيلم “The Social Network” للمخرج ديفيد فينشر، الذي يروي قصة حياة مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ. بدلاً من استخدامه كقصة ملهمة، يستخدم فينشر حياة زوكربيرغ كوسيلة لفحص الطبيعة التآكلية للصناعة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على كل زاوية في العالم. في الواقع، هو إثارة قضايا أكثر من أي شيء آخر، يحلل فينشر كيف أن بداية فيسبوك لم تكن بهذه السهولة كما يريدون أن تعتقد، وأن قصة نشأة زوكربيرغ كانت أكثر من مجرد تخلى عن هارفارد.

تم التصوير والتحرير بشكل جميل مع الموسيقى التصويرية لترينت ريزنور وأتيكوس روس، “The Social Network” هو مثال على قصة قُدمت أنها حقيقية تحولت إلى فيلم هوليوود الضخم ولكن كما نعلم هناك جوانب مظلمة لحياة مارك زوكربيرغ فهو بالحقيقة لم يكن ذلك المخترع الذكي الفذ بل انه تحايل على صديقاه التوأمين كاميرون وتايلور وينكلفوس وسرق منهما فكرة موقع وسائل التواصل الإجتماعي “الفيس بوك”وقد حصلا على تعويض ضخم منه في قضية رفعاها عام 2013.

في الختام ماذا يعني ذلك عندما تشاهد وكأن التاريخ يتكشف أمام عينيك؟ أن تشاهد على ما يقال أنها حقائق في أفلام سينمائية لم تُصنع إلا لغرض الربح من المستبعد انها ستؤدي أي غرض آخر سوى الربح أو بث أجندة وأفكار معينة، شركات الإنتاج على يقين من أن المبالغة وتحريف الواقع في سرد القصة الحقيقية سيجذب الملايين من المشاهدين لذا فهي أفضل طريقة للإستحواذ على الرأي العام وتحصيل المال في آن واحد.

المصدر: كوليدر

سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.

شاركنا رأيك