فان دام ليس نادمًا على الفرص التي أضاعها

نُشر في:

قصة حياة جان كلود فان دام تحمل الكثير من الأوجه، فبينما إشتهر بأنه أستاذ في فنون الدفاع عن النفس، إلا أن التمثيل كان شغفه منذ البداية ومشاهدته فيلم “لرونس العرب” خلال طفولته.

حبه للكاراتيه، للمواي تاي، التايكواندو، الرقص ورفع الأثقال منحه إنضباطًا للدخول في عالم الفن، حيث إرتحل من مسقط رأسه في بلجيكا الى الولايات المتحدة وفي جيبه 3000 دولار يسعى عبرها لتحقيق أحلامه، وبعد عدة تجارب أداء ومحاولات مختلفة، كان دوره في فيلم “Bloodsport – رياضة الدم” هو ما قدمه الى العالم أجمع، لكن كانت هناك بعض المطبات في مسيرة فان دام، والتي جعلت الكثير من محبيه يتساءلون عما حدث له في العقدين الاخيرين.

ماذا حدث لجان كلود فان دام؟

بكل بساطة، فالنجم ما زال يؤدي بطولة الكثير من الأفلام، مسيرته الفنية لم تتوقف، قد تكون شهرته قد إنخفضت بعض الشيء، لكنه يعمل دائمًا، ولديه 76 عملًا فنيًا الى الأن، كما إن قاعدة معجبيه مخلصة الى ابعد الحدود، فهم لم يتخلوا عن متابعة نجمهم المفضل منذ ظهوره الأول في ثمانينيات القرن الماضي.

كانت هناك بعض الفترات التي كان يمكن لجان كلود أن يرتقي فيها بمسيرته أكثر، مثل الإنضمام الى طاقم سلسلة Predator، لكن الأمر لم ينجح بسبب خلافه مع المخرج، وسنحت له بعض الفرص في أماكن اخرى، لكنه إختار طريقًا مختلفًا، وهو ليس حزينًا على تلك الفرص، فهو يحترم جمهوره المخلص لأفلامه التجارية.

قال في مقابلة لمجلة فولتر عام 2017: “الكثير من جمهوري هم أناس بسطاء، يعملون في مهن وحرف يدوية، يعملون في المصانع، وينتظرون فيلم فان دام القادم ليشاهدوه بينما يحتسون البيرة، هؤلاء هم الشريحة الأكبر من جمهوري، وهم أشخاص رائعون”.

ويؤكد جان كلود على حبه للنمط الترفيهي لأفلامه، لأنه يعلم إنها ضرورية للناس، خاصة وإن الكثيرون منا غارقون في الأخبار المحبطة وفوضى الحياة اليومية، لذا فإن أفلامه تمثل نافذة تبعدنا عن الضغوط.

على حد قوله، يستعد فان دام لبطولة فيلمه الأخير قبل الإعتزال، فيلم يتحدث عن حياته وتاريخه، قال ذلك أثناء مقابلة مع موقع “ديدلاين” جاء فيها: “

“أود مغادرة الساحة، لكن مع تتويج لمسيرتي، وكما إن فيلم Bloodsport هو الذي بدأ كل شيء بالنسبة لي، أريد صناعة عمل مشابه له لكن على مستوى وجودة أعلى، لذا في فيلمي القادم الذي يدعى What’s My Name، دوري سيتمحور حول حياتي، سيكون البطل في خريف حياته المهنية، يخرج من صالة السينما بعد إفتتاح اخر افلام الأكشن التي قام ببطولتها، ليس سعيدًا باوضاعه، كونه كان يعيش في الفنادق خلال الثلاثين عامًا الأخيرة، وهذا حقيقي، حيث سندرج احداثًا وجوانب من حياتي الحقيقية في الفيلم وما الذي حدث معي، لقد أتيت من بلجيكا الى هوليوود، نجحت، سقطت، وعدت من جديد .. لذا نرى البطل يمشي في الشارع بعد إفتتاحية الفيلم وتصدمه سيارة لأنه ثمل، وعندما يستيقظ من الحادث، نجده فاقدًا للذاكرة لا يعرف إسمه، ولا يعرفه احد”.

رغم إن هناك الكثير من العمل الشاق الذي يتطلبه هذا الفيلم، إلا أن فان دام قد خطط بالفعل لما يود فعله بعد الإعتزال، وهي خطة يأمل الجميع بتنفيذها في فترة ما من حياتهم، حيث قال: “سأتدرب جيدًا من أجل هذا الفيلم، لكن بعد الإنتهاء من العمل عليه، سأشتري قاربًا صغيرًا، ليس كبيرًا فهو لا يناسبني، وسأتجول به حول العالم وأسترخي، فلقد عملت طوال حياتي، وعشت في الفنادق لمدة 30 عامًا بعيدًا عن عائلتي كما سترون في الفيلم، لذا أود الإسترخاء والإستمتاع بقضاء الوقت مع عائلتي، فالحياة تمر بسرعة”.

ما هو شعور فان دام تجاه ما قدمه؟

في إحدى المقابلات، اوضح جان كلود إنه يدرك جيدًا المسار التنازلي الذي إتخذته حياته المهنية، لكنه ليس نادمًا كما يفعل الكثيرون، فهو يعلم إن الأمور تسير بهذه الطريقة في هذا المجال، وهو راضً بما قدمه.

“العمل في مجال صناعة الافلام، الترفيه وهوليوود هو إحدى اكثر المهن إمتاعًا في العالم، لكنها ليست كل شيء، فكلما تقدم بك السن، في الـ 55 أو الـ 56، تبدأ بإدراك أن الحياة أصبحت اقصر، هل يمكنك العد من 1 الى 100؟ فكما تعرف حينما تقوم بالعد تقسم الأرقام الى ربع، ثلث، نصف، وما إلى ذلك، وعند وصولك الى الثلثين الأخيرين، تمنحك شعورًا بأن المتبقي أقصر، لذا على الشخص فعل المزيد”.

وصف فان دام شعوره بالمحظوظ جدًا فيما يتعلق بحياته المهنية، وقال: “أمنيتي هي أن أتمكن في يوم ما من عمل فيلم وثائقي يكون عنوانه، كيف فعلت ذلك؟، لأنك إن سألتني كيف وصلت الى ما أنا عليه، فلن أتمكن من إجابتك، ولن اتمكن من تكرار ما فعلته مجددًا، الأمر صعب للغاية، تمضي الحياة بسرعة وحالفني الحظ في هذا المجال، فهو كما تعرفون لا يشبه المجالات الاخرى”.

سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.

شاركنا رأيك