دانيال دي لويس، الممثل البريطاني المعروف والحائز على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل ثلاث مرات، الرقم الذي لم يسبقه إليه أحد خلال مسيرته التي أمتدت أربعون عامًا.
الممثل الذي حظت أفلامه على أعلى التقييمات من النقاد والمتابعين إضافة الى اعلى الارباح في شباك التذاكر، جعل صحيفة نيويورك تايمز تضعه في قائمة أعظم الممثلين والممثلات للقرن الحادي والعشرين.
لكن، رغم كل تلك الإنجازات، فهو لم يقدم عروضًا مسرحية أو مسلسلات تلفزيونية منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولم يظهر بأي عمل سينمائي منذ خمسة أعوام.
ما نعرفه إن لويس يتمتع بصحة جيدة، وهو في العقد السادس من عمره فقط، وذلك ما دفع المتابعين الى التساؤل أكثر عن السبب الذي دفعه إلى الإعتزال من عام 2017؟
على حد قوله، فأنه قرر التقاعد من مهنة التمثيل بكل بساطة، لكننا في هذا المقال سنستكشف بعض الجوانب الاخرى المتعلقة بقراره، حياته، وإذا ما كان سيعود إلى السينما يومًا ما.
الجودة قبل العدد
حتى في ذروة عطائه، لم يقدم دانيال دي لويس إلا فيلمين بالسنة الواحدة على الأكثر، كما أنه توقف عن العمل المسرحي والتلفزيوني تمامًا بحلول نهاية الثمانينيات.
من الواضح أن دانيال ليس من نوع الممثلين الذين يفضلون الإنشغال بالعمل طوال الوقت، ولا يبدأ بمشروع ما إلا إذا كان على ثقة من جودته.
طوال حياته المهنية، التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، ظهر في 20 فيلمًا فقط، وعلى سبيل المقارنة، فأن دوين ذا روك جونسون قد ظهر بأكثر من عشرين فيلمًا خلال العقد الأخير فقط.
مسيرة مفعمة بالنجاحات
تم ترشيح أربعة عشر من أفلامه لجوائز الأوسكار، وتم ترشيح لويس نفسه لستة جوائز من الأكاديمية ايضًا.
جوائز الأوسكار الثلاثة التي حصل عليها لأفضل ممثل هي أكثر مما فاز به أي ممثل آخر، ويعد أحد أفضل الفنانين في جيله، وإذا ما أراد التقاعد وهو في القمة، فقد إختار التوقيت الصحيح.
اخر أفلامه
كانت أخر ثلاث أفلام قام ببطولتها هي فيلم “ناين” عام 2009، و”لينكولن” عام 2012، إضافة إلى “فانتوم ثريد” في 2017، جميعها كان الفاصل بينها يقارب الخمسة سنوات.
لذا كما هو واضح، فإنه كان يود إنهاء مسيرته خلال العقد الأخير لكن كان يحاول إيجاد العمل الذي يليق بإعتزاله.
اقرأ ايضًا: 10 افلام ناجحة توقع الجميع فشلها
إعتزاله
بعد إصدار “فانتوم ثريد” بصالات السينما، أعلن لويس إعتزاله وتقاعده عن مهنة التمثيل، وأدلى ممثلوه ببيان نيابة عنه: “لن يعمل دانيال دي لويس كممثل بعد الأن، إنه يقدم خالص إمتنانه لجميع زملاءه وجمهوره على مدى السنوات، وهذا قرار شخصي، لا هو ولا مساعديه سيقدمون أي تعليقات إضافية عن الأمر”.
وبالفعل، منذ ذلك البيان ولم يظهر دانيال بأي عمل سواء تلفزيوني، مسرحي أو سينمائي.
لماذا قرر الإعتزل؟
كما جاء في بيانه، لم يرغب دانيال في تقديم الكثير من التبرير للأسباب التي دفعته إلى التقاعد، بل هو ذاته أعرب في إحدى المقابلات مع مجلة دبليو إنه لا يعلم تحديدًا ما تلك الاسباب.
لكنه أشار ايضًا إلى أن العمل على فيلمه الأخير “فانتوم ثريد” جعله يدخل بحالة من الحزن وإن التمثيل لم يعد يمنحه ذلك الشعور السابق بالإشباع النفسي بل على العكس جعله محبطًا، لذلك من المنطقي إنه اختار الإعتزال بهذا الوقت من مسيرته.
أدواره تتحدث عنه
إذا كانت مسألة إعتزاله نهائية كما صرح هو، فإن الأدوار والأرث الذي تركه في عالم السينما والترفيه لا يضاهيه فيه إلا العدد القليل من الممثلين.
وكذلك عدد الجوائز التي حصل عليها ومكانته المعهودة في كل قوائم أفضل الأدوار كما صنفته صحيفة نيويورك تايمز كثالث أعظم ممثل في القرن الحادي والعشرين إضافة الى قوائم أعظم الممثلين على مر التاريخ، تجعله اسمًا لا ينسى على الإطلاق في المجال الفني.
هل سيعود دانيال دي لويس إلى التمثيل يومًا ما؟
بكل تأكيد إن شعوره بالحزن والإحباط خلال تصوير فيلمه الأخير ساهم بشكل كبير في قراره بالتوقف عن التمثيل، ومن المؤسف جدًا سماع مثل هكذا ممثل قدير يتحدث عن شعوره بخيبة الأمل وعدم الإشباع من المهنة التي قضى بها أكثر من أربعة عقود متتالية.
لكن في نفس الوقت، كلامه لم يقطع الشك نهائيًا في إحتمالية عودته يومًا ما إلى عالم التمثيل، إذ إنه ان تمكن من تخطي هذا الأحباط الذي يواجهه حاليًا فيما يتعلق بالتمثيل، بكل تأكيد سيعيد التفكير بقراره.
وليس المعجبين فقط هم من يشعرون بالحماس لوجود مثل هذا الأمل، لكن زملاء الممثل وأصدقاءه في الوسط الفني مثل المخرج بول توماس أندرسون، الذي تعاون مع الممثل في بعض من أنجح أفلامه، قام بالتعبير صراحة عن أمله بعودة دانيال دي لويس إلى عالم التمثيل، وبكل تأكيد عودة مثل هذه ستجلب الكثير من السرور والبهجة لمعجبي الممثل على الأخص والسينما بشكلًا عام.
المصدر: دبليو، فاريتي
عودة دانيال دي لويس سيكون اكبر حدث بتاريخ السينما والجميع يتمنى عودته بسبب مكانته العظيمة في عالم السينما وكما يصنّفه الكثير كـ اعظم ممثل بتاريخ السينما وهذه اشبه بالحقيقة بسبب تحوله الكامل للشخصيات سواء على الشاشة او خارجها وتقمّصه الايقوني الذي لم ولن ننساه