بعد 13 عامًا من الصمت النسبي، شاركت بريتني سبيرز الجمهور أفكارها حول الوصاية التي تشرف على كل جانب من جوانب حياتها تقريبًا.
مثلت نجمة البوب فعليًا أمام قاضية محكمة مقاطعة لوس أنجلوس العليا بريندا بيني في 23 يونيو 2021 ، وتحدثت عن الدور الذي لعبه والدها، جيمي سبيرز، على مر السنين كوصي عليها وممتلكاتها.
تم وضع بريتني تحت الوصاية في عام 2008 بعد انهيارها النفسي في السنة التي سبقتها، وسلط فيلم وثائقي حديث بعنوان “Framing Britney Spears” الضوء على مدى قسوة التدقيق الإعلامي الذي أدى إلى سقوطها بسبب تعاطي المخدرات ومشاكل الصحة العقلية وخسارتها حضانة ابنيها.
عادة يتم وضع الأشخاص الذين يعانون من إعاقات عقلية شديدة أو الأشخاص المسنين الذين يعانون من الخرف ولا يمكنهم اتخاذ قرارات سليمة لأنفسهم تحت الوصاية.
في نوفمبر 2006، تقدمت بريتني بطلب الطلاق من كيفن فيدرلاين، الذي تتشارك معه ابنيها شون بريستون وجايدن جيمس، وتم الانتهاء من الطلاق في يوليو 2007.
ومع ذلك، في الأشهر التالية، وجدت بريتني وفيدرلاين نفسيهما في نزاعات تتعلق بالحضانة، وفي حادثة واحدة على وجه الخصوص في أوائل يناير 2008، حيث زُعم أن بريتني، البالغة من العمر 26 عامًا، حبست نفسها في الحمام مع أطفالها مما أدى إلى استدعاء الشرطة.
تم إدخال بريتني في وقت لاحق إلى المستشفى وخضعت لتقييم الصحة العقلية، وفي شهر فبراير من ذلك العام، بعد العلاج النفسي، قدم والدها جيمي التماسًا للحصول على وصاية مؤقتة طارئة على إبنته الكبرى، ووافقت عليه مفوضة المحكمة العليا في لوس أنجلوس القاضية ريفا غويتز.
بعد ثمانية أشهر، حكمت القاضية غويتز بأن الوصاية ستصبح دائمة، ووفقًا لتقارير إعلامية، قالت في جلسة الاستماع حينها، إن الوصاية ضرورية ومناسبة لبريتني لأنها عرضة لمؤثرات لا مفر منها.
تم تعيين جيمي وصيًا عليها، وتم تعيين المحامي أندرو ويت ليكون مساعدًا معه في الحفاظ على أموالها وإدارة جميع شؤونها المالية.
بعد شهر، أعطت بريتني لمعجبيها لمحة صغيرة ونادرة عن وضعها الطبيعي الجديد من خلال الفيلم الوثائقي على قناة أم تي في تحت عنوان Britney: For the Record.
بدت نجمة البوب السابقة كئيبة في بعض المقاطع، معبرة عن شعورها بأن روتينها رتيب ومتحكم به للغاية، الأمر الذي أثار استياءها.
قالت: “إذا لم أكن تحت القيود التي أواجهها الآن، مع كل المحامين والأطباء والأشخاص الذين يفحصونني كل يوم، إذا لم يكن كل هذا موجودًا، كنت سأشعر بالحرية، عندما أخبرهم بالطريقة التي أشعر بها، يبدو الأمر كما لو أنهم يسمعون لكنهم في الحقيقة لا ينصتون، إنه أمر سيء، أنا أشعر بالحزن”.
بعد جلسة استماع بريتني سبيرز في محكمة لوس أنجلوس لإنهاء وصايتها، يتساءل الكثيرون عما سيحدث بعد ذلك، خلال الجلسة، لم يتم استجواب سبيرز من قبل محامي الوصاية، ولم تتح له الفرصة لدحض مزاعمها في المحكمة، كما ذكر القاضي يوم الأربعاء، فلا تزال سبيرز بحاجة إلى تقديم طلب رسمي لإنهاء الوصاية.
تحدثت مجلة بيبول إلى أربعة خبراء قانونيين لم يشاركوا في قضية سبيرز، وهم: محامي الرعاية الصحية هاري نيلسون، محامي الأسرة وطبيب النفس السابق ديفيد غلاس، محامي الادعاء توم لالاس ومحامي الأسرة ديفيد اسكوباس، لتخمين ما قد يحدث بعد ذلك.
ما مدى شيوع وجود شخص بالغ مثل بريتني سبيرز تحت وصاية؟
ديفيد غلاس: ما يجعل هذه القضية فريدًة هو أن بريتني شابة وتعاني من مشاكل في الصحة العقلية، من المنطقي بالنسبة لكبار السن الذين لا يتذكرون المكان الذي يعيشون فيه، ولم يعد بإمكانهم القيادة ويواجهون مشكلة في معرفة ما يجري بحياتهم اليومية، أن يتدخل أحدهم ويبدأ في اتخاذ القرارات نيابة عنهم، هؤلاء الأشخاص أيضًا لا يأتون ويشكوون إلى المحكمة قائلين: “هذا غير عادل، أنا مسيطر على حياتي، أريد بعض الحرية”، لأنهم لا يعرفون أن هذا يحدث معهم، فهم غير واعين، لأنهم مصابون بالخرف”.
اقرأ ايضًا: والد بريتني سبيرز يصرح أن ابنته مصابة بالخرف
ديفيد اسكوباس: “عادةً ما يكون الشخص في الثلاثينيات من العمر تحت الوصاية معاق ذهنيًا، يجب أن يكون غير قادر إلى حد كبير على إدارة شؤونه المالية ومقاومة الاحتيال والتأثير من الآخرين، ويجب أن لا يكون هناك بديل آخر، بحيث تكون الوصاية هي الحل الأخير”.
هل من غير المألوف للموصى عليه أن يتحدث في المحكمة؟
اسكوباس: عادةً ما يتم دعوة الموصي عليه على الأقل إلى الجلسة الأولى، وهو أمر مطلوب عمومًا بموجب القانون ما لم يتم التنازل عنه من قبل محامي أو طبيب الموصى عليه، وبعد ذلك تتم دعوته لحضور جلسة استماع أخرى، ولكن حضوره ليس إلزاميًا، وأعتقد أن أي قاض سيكون على استعداد للاستماع إلى الموصي عليه لأن الوصاية قرار مهم للغاية، إنه يحرم الموصى عليه من حقوقه، حيث تأخذ تلك الحقوق وتُمنح للوصي.
ما هو التأثير المحتمل لبيان سبيرز؟
توم لالاس: بالنسبة لي، كان الأمر مفجعًا ويعكس مأساة أمريكية، لقد أعطانا فرصة للنظر في حالة بريتني سبيرز وفهم كيف تتعذب، إنه يعكس في رأيي طريقة عيشها حياة طمسها الإعلام، شوهها وهدم استقلاليتها، عندما أحاول النظر إلى الحياة من خلال زاويتها، أعتقد أنه من غير المحتمل جدًا أن يتمكن أي منا ممن يمارسون وظائف عادية وليست لديهم مشكلات في الصحة العقلية من التعامل مع الضغوط التي فُرضت عليها، بكل تلك الظروف المختلفة التي تشكل العاصفة المثالية والانهيار لأي شخص.
بعد قولي هذا، أرى أن المحامي الماهر يمكن أن يقدم قضيته على أساس واقعي في أنها ليست معاقة، أو بها خلل عقلي بما يكفي ليتطلب استمرار الوصاية، وأن لديها القدرة على فهم القوانين المتعلقة بدولتنا أو ممارسة معاملاتها الخاص.
ما مدى شيوع تحديد النسل والأدوية النفسية بتكليف من المحكمة للأشخاص الخاضعين للوصاية؟
هاري نيلسون: إنه أمر غير شائع إلى حد ما، يمكن رؤيته في الحالات التي تتعامل فيها مع بالغين يعانون من عجز كبير أو مع نوع من مشاكل الصحة العقلية الحادة حيث يكونون عرضة لخطر محتمل لإيذاء النفس أو إيذاء الآخرين، لذلك فهي نادرة جدًا وتخضع لمجموعة صعبة جدًا من الشروط، وجهة نظري هي أنه من الصادم تمامًا أن هذا الأمر لا يزال يمارس مع شخص مثل بريتني سبيرز.
اسكوباس: عادةً، لا يحق للوصي أن يجبر الموصى عليه على استخدام ادوية لمعالجة المشاكل النفسية أو إدخاله لمصحة عقلية، يتطلب هذا الامر موافقة خطية خاصة من القاضي، ويستخدم أحيانًا لمرضى الخرف أو في بعض الحالات النادرة للأشخاص الذين يعانون من مرض ذهني شديد، بقدر ما يبدو الأمر قاسيًا، يمكن إخبار الموصى عليه بأنه يجب أن يكون في وضع تحديد النسل، والفكرة هي حماية الموصى عليها لأنها غير قادرة على رعاية نفسها أثناء الحمل أو أثناء الولادة.
قالت بريتني عدة مرات إنها تريد أن تنهي الوصاية دون تقييم خارجي لصحتها العقلية، هل يمكن أن يحدث ذلك؟ ما هي الخطوات التالية التي يمكن أن تتخذها وكم من الوقت ستستغرق العملية؟
اسكوباس: القاضي ملزم بأخذ جميع الأدلة في عين الاعتبار، وفي إعداد الوصاية، تشتمل الأدلة عادةً إضافة لرأي طبيب نفسي، هناك تقرير مكتوب سري من قبل أخصائي اجتماعي مرخص له يقابل الموصى عليه وجميع أفراد الأسرة حتى الدرجة الثانية، بناءً على تلك المقابلات، يصل إلى نتيجة ويكتب توصية إلى القاضي، يأخذ القاضي هذا الدليل ويستمع إلى شهادة الموصى عليه، وأي شخص آخر يريد القاضي الاستماع إليه، بعد أخذ جميع الأدلة، يكون القاضي مؤهلاً لاتخاذ قرار، هذا هو السبب في أنه من غير المحتمل جدًا اتخاذ قرار بدون رأي خبير طبي.
نيلسون: للقاضي السلطة ليقول إنه يريد التقييم، في الوضع الطبيعي، ستكون هذه خطوة مناسبة يجب اتخاذها، أعتقد أن هذه الحالة مجرد وصمة سوداء على نظام الوصاية في كاليفورنيا، وحقيقة أن بريتني تعرضت لهذا هو أمر مخيف، أعتقد أنه يقوض مصداقية نظامنا.
اقرأ ايضًا: سارة سيلفرمان ترد على انتقادها بريتني سبيرز عام 2007
سيتعين على القاضي أن يقرر ما إذا كان يريد مراجعة أو تقييمًا مستقلاً، ولكن القضاة عمومًا لا يحبون أن يكونوا في وضع يسمح لهم بإجراء تقييمات مباشرة وغالباً ما يرجعون للمقيمين الخارجيين، أخال أن هناك أدلة كافية هنا للقاضي كي يتخل عن هذا التقييم، أو قد يرغب بإجراء تقييم آخر، لكنني لن أتفاجأ إذا تنازل عنه القاضي تمامًا بناءً على الدليل على أنها ليست شخصًا يجب أن يخضع لهذه الضوابط الصارمة.
غلاس: قالت بريتني إنها أجرت بحثها واكتشفت أنه يتم إنهاء الوصاية في بعض الأحيان دون تقييم وهذا ليس صحيحًا تمامًا، لكي تنهي المحكمة الوصاية، يتعين عليهم التوصل إلى نتيجة تفيد بأن الشخص قد استعاد أهليته، لقد فقد الموصى عليه القدرة على اتخاذ القرارات بنفسه وفيما يتعلق بصحته وممتلكاته وأمواله، والآن يتعين على المحكمة أن تقرر فيما اذا الشخص قد استعاد أهليته، الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي أن يقوم طبيب أو أخصائي نفسي أو حتى أخصائي نفسي عصبي بإجراء تحليل كامل، لذلك فمن غير المرجح أن تسمح لها المحكمة بالخروج من هذه الوصاية دون تلك النتائج الأساسية.
كم من الوقت سيستغرق كل هذا؟ وما هي الخطوات التالية؟
غلاس: قالت المحكمة إنها ستعمل مع جميع الأطراف للعثور على المواعيد المتاحة القادمة، في بعض الأحيان، عندما تكون في المحكمة، يمكنك رفع أمر ما ولن يتم الاستماع إليه لمدة ستة أشهر، لكنني لا أعتقد أن المحكمة ستفعل ذلك في هذه القضية، يبدو أن المحكمة تميل إلى تحريك الأمور في أسرع وقت ممكن.
سيتعين على بريتني مقابلة محاميها المعين من قبل المحكمة، سام إنجهام، وسيتعين عليه تقديم مرافعتين مختلفتين: الأولى هي التماس لإنهاء الوصاية حيث تشرح سبب دخولها فيها، ما نوع العلاج الذي تلقته، وكيف أنها مختلفة الآن عما كانت عليه قبل 13 عامًا ولماذا تعتقد الآن أن لديها القدرة على رعاية نفسها والعناية بممتلكاتها، الشيء الآخر هو أنها قدمت طلبًا بأنها لا تريد العمل مع انجهام بعد الآن، على الرغم من تعيينه من قبل المحكمة، إذ لا يستطيع الأشخاص الخاضعون للوصاية تقديم قراراتهم الخاصة، ولا يمكنهم تعيين محامٍ أو تغيير محامٍ لأنهم لا يملكون القدرة على اتخاذ هذه القرارات، لذلك تعين المحكمة دائمًا شخصًا ما.
يحظى سام انجهام بتقدير كبير في لوس أنجلوس بمجال قضايا الوصاية، إنه أحد أفضل الأشخاص، بالنظر إلى المرافعات في جدول أعماله، كان حريصًا جدًا عليها ولكنها طلبت استبداله بمحام خاص وقد أبلغ المحكمة: “إذا طلبت مني السيدة سبيرز القيام بذلك، فسوف أفعل ذلك”.
لالاس: لقد أصاب الوباء نظام المحاكم بالشلل، لكننا نقف على أقدامنا من جديد وننظر بالقضايا مرة أخرى، وفي هذه الحالة، يصعب علي أن أتخيل من حيث التحضير كمحامي مدعي عام، أنه إذا كانت التقييمات النفسية مطلوبة، فمن الصعب بالنسبة لي أن أتخيل أنه يمكن إجراؤها في أقل من 3-6 أشهر، ليس هناك شك في أن بريتني غير راضية عن ظروفها، ولكن لمجرد قولها للقاضي لست بحاجة إلى التقييم، لا يعني ذلك بأن القاضي سيقبل ذلك باعتباره تفويضًا وإصدار حكم بدون تقييم، لذلك أعتقد أن هناك احتمال أن تستمر هذه القضية على مدى عدة أشهر وربما ستة.
ما هو العامل الرئيسي الذي قد يحدد مستقبل الوصاية؟
لالاس: لا يجدر بهم التركيز على مسألة ما إذا كانت بريتني سبيرز ستتخذ قرارات لن نتخذها أنا وأنت أو ما إذا كنا سنعتبرها قرارات غير حكيمة أو خاطئة وسيئة فيما يتعلق بحياتها المهنية أو استثماراتها، بل حتى في الحالة الاجتماعية، لأننا طوال حياتنا نتخذ قرارات بشأن إستثماراتنا ووظائفنا، وعندما ننظر إلى الوراء من منظور الخبرة التي اكتسبناها نأسف على القرارات القديمة وأفكارنا وانعكاساتها، إذ ندرك أننا اتخذنا قرارات سيئة أو غير صحيحة، لذلك هذا لا يجب أن يكون المعيار في الحكم على بريتني، أن يُحدد ما إذا كنت اهلًا لإدارة حياتك أم لا، ولا أن كل ما يحدث معك سيجعلك لا تميز بين الصواب والخطأ.
سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.