عبارة “مستوحاة من أحداث حقيقية” التي غالباً ما تظهر في الأفلام، سواء في بدايتها أو عند ظهور الأسماء في نهاية الفيلم، يمكن أن تحدد بسهولة نجاح الفيلم. يستمتع الجمهور بفكرة أن ما سيشاهده هو إعادة تقديم لشيء حدث فعليًا. في حالة أفلام الدراما، فإن وجود هذه الكلمات لا يؤثر كثيرًا على إيرادات شباك التذاكر. ولكن إذا ظهرت هذه الكلمات في حملة تسويق فيلم رعب، فإن هنالك فرصة كبيرة لتجذب اهتمام الناس من خلال عرض نُسخة تخيلية لشيء مروع حدث.
كأن الناس يرغبون لأن يكون هذا الفيلم حقيقيًا. بغض النظر عن عدد المرات التي نؤكد فيها أنه مستوحى من قصة خيالية كتبها جو هيل، سيظل الناس يتساءلون ما إذا كان هيل استلهم شيئًا من حياته الحقيقية. وعلى الرغم من تجاربه، فإننا لا نستطيع تصور أنه مر بتجارب مثل هذه.
اقرأ ايضًا: The Crowded Room: القصة الحقيقية خلف مسلسل توم هولاند
ومع ذلك، هناك شيء حقيقي في القصة، وقد أعرب المخرج ديريكسون عن ذلك بشكل جيد، لا تحتاج حتى إلى البحث لترى ما إذا كان هناك عنصرًا من الحقيقة في دوافع وأفعال الشرير في الفيلم، خلال فترة السبعينات، كانت تلك الأنواع من الوحوش البشرية موجودة، قامت بارتكاب جرائم قتل وتجولت في الشوارع كل ليلة تبحث عن المزيد، وبعضهم لم يُمسك بهم أبدًا. إذًا، إلى أي مدى يحمل فيلم The Black Phone من الحقيقة؟ لنكتشف ذلك.
بعض الأحداث تم اقتباسها من قصة حقيقية
نقطة رئيسية تتعلق بالقصة التي كُتبت بواسطة هيل، فيها، الشرير مختلف تمامًا ويُشبه إلى حد كبير شخصًا حقيقيًا. إنه رجل سمين يرتدي زي المهرج وهو أيضًا لا يثق بأفعاله، ومعظم ما نعرفه عنه يأتي من تفاعلاته مع فيني، رجل سمين يرتدي زي مهرج؟ ألا يُذكِّرنا ذلك بقاتل متسلسل؟ ماذا لو أضفنا حقيقة أنه كان قادرًا على إبداء السحر لجذب انتباه ضحاياه؟
اقرأ ايضًا: المهرج القاتل جون واين غيسي، عندما يصبح القتل هواية مريضة
قد يكون جون واين غيسي هو ما دفع هيل لاختيار هذا الموضوع عندما كتب القصة قبل فترة طويلة، أما بالنسبة للتكيف السينمائي، فقد قام ديريكسون والكاتب المشارك سي روبرت كارجيل بتحويل المهرج السمين إلى “ذا جرابر”، لأن استخدام المهرجين سيكون مبالغًا فيه نظرًا لكثرة أفلام رعب أخرى تضم المهرجين كشخصيات شريرة، كما تأكدوا من إضافة بعض الحقائق عن طرق عمل بعض القتلة المتسلسلين المشهورين في السبعينات.
وعبر إضافة مجموعة مرعبة من الأقنعة، حصلوا على شخصية شريرة لا تُنسى جعلتنا نتسائل عمَّا إذا كان The Black Phone مستوحى من أفعال قاتل متسلسل حقيقي أم لا. فالفزع اجتاحنا بالفعل عندما خطف فيني تحت بحر من البالونات المخيفة.
حقائق أخرى حقيقية تلهم الفيلم ترتبط بمنطقة في كولورادو حيث نشأ ديريكسون، كانت الشوارع عنيفة والتنمر كان جزءًا يوميًا من حياته، في الواقع، اعترف في الماضي بأنه ترك بعض الأحداث الصادمة التي شهدها خارج الفيلم. كما أن ديريكسون نشأ في بيت عنيف، تم دمج هذا في الفصل الأول من الفيلم كطريقة لبناء خلفية لما كان يعانيه فيني قبل أن يصبح هو الضحية المحتملة التالية.
هل يهم ما إذا كانت قصة الهاتف الأسود حقيقية أم لا؟
في هذه النقطة، نحن نعلم أن قصة فيلم “The Black Phone” تحتوي على عنصر خارق يسمح للشخصية الرئيسية بمحاربة ذا جرابر، الوحش الذي يجسده إيثان هوك بأداء لافت وترك لدى الجميع شعورًا بالرعب. يُمكن القول بأن هذا المشهد أخذ مباشرة من قصة هيل القصيرة ولا يتعلق بأي حادث حدث في الحقيقة..
ومع ذلك، تبدو الظروف مرعبة، فيني يأتي من بيت سيء السمعة، وتتعرض شقيقته جوين لنوع من العقاب الذي أثار دهشة الجمهور عندما أدركوا أنه لا يرتبط مباشرة بالخطر الحقيقي في الفيلم، قبل أن يُخْطَف فيني في الواقع هو ايضًا ضحية لفعل عنيف وواقعي من قبل والده، وتشابكت طرقه الغير محظوظة مع القاتل، لا يُمكن الا أن تكون هذه التفاصيل أكثر قربًا من الحقيقة.
اقرأ ايضًا: القصة الحقيقية خلف مسلسل نتفليكس The nurse
لا يمكن ربط الأحداث مباشرة بجريمة وقعت في أمريكا في السبعينات، ولكن هذا لا يُسهِل فهم جوهر الجرائم. نحن فقط نستطيع أن نتخيل معاناة تلك الأطفال الفقراء حينما حقق “الخاطف” هدفه في الماضي. يكفي أن تُلقِ نظرة على قاتل متسلسل من تلك الحقبة لتدرك أن مصدر إلهام ديريكسون وهيل أكثر رعبًا بكثير مما يظهِّرُه الفيلم في المشهد الأخير.
إذا كُنتَ تتساءَل في المستقبل عمَّا إذا كان فيلم “The Black Phone” مستوحى من قصة حقيقية، فقط اقرأ مقالة عن جون واين غيسي أو دين كورل (رجل الحلوى)، وستكتشف الواقع المروِّع الذي حقًّا استلهمت منه جرائم “الخاطف” المروعة، فعندما تم القبض على غيسي، تم اكتشاف أكثر من 20 جثة لفتيان صغار في قبوه، وجميعهم كانوا يظهرون علامات التعذيب والإساءة الجنسية.
المصدر: يونيفرسال بيكتشرز
سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.