في غضون ستة أشهر فاصلة، فقدت ميريل ستريب حبًا كبيرًا من حياتها وتزوجت بالثاني.
إذ تزوجت إيقونة هوليوود والممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار من النحات دون غومير منذ 42 عامًا، وكما صرحت في مقابلة ذات مرة: “لقد وجدت زوجًا رائعًا منذ زمن، وأنا محظوظة لذلك”
في حين أن قصة حبهما سعيدة، إلا أنها بدأت في ظروف مروعة.
قبل أسابيع قليلة من لقاء الزوجين في أوائل عام 1978، كانت ستريب بجانب سرير الممثل جون كازالي، حبيبها لمدة عامين، حيث كان يلفظ أنفاسه الأخيرة.
التقت الممثلة الصاعدة بكازالي، المعروف بدوره في فيلم الأب الروحي لعام 1976، وأثناء اختبارهما في تجارب الأداء لمسرح شيكسبير في نيويورك، حصلا على أدوار في مسرحية Measure for Measure.
خارج المسرح، تطورت علاقتهما بسرعة ليصبحا حبيبين، حيث انتقلت ستريب للعيش بشقة كازالي في تريبيكا، وقالت بحسب كاتب السيرة مايكل شولمان: “لم يكن مثل أي شخص قابلته في حياتي”.
في مايو 1977، تلقى الحبيبان أخبارًا مروعة عن مرض كازالي، فلقد تم تشخيصه بسرطان الرئة، وانتشر المرض في جسده سريعًا.
بقيت ستريب بجانب كازالي طوال الوقت للعناية به في الأشهر التالية، وعندما ظهر في فيلم The Deer Hunter، قيل إنها قبلت دورًا في الفيلم لمجرد أن تكون بالقرب منه.
لم يعش كازالي لرؤية الفيلم، على الرغم من شهور خضع فيها للعلاج حينا، لكن في النهاية انتقل السرطان إلى عظامه، قالت ستريب: “كنت قريبة جدًا لدرجة أنني لم ألحظ تدهور صحته”.
توفي الممثل في 12 مارس 1978 أثناء رقوده بمستشفى ميموريال سلون كيترينج في ولاية نيويورك، لم تتركه ستريب، البالغة من العمر 29 عامًا انذاك منذ لحظة دخوله للمستشفى.
اقرأ ايضًا: 10 امور لا تعرفها عن ميريل ستريب
“لم تكن ميريل مستعدة لسماع نبأ موته، ناهيك عن تصديق الأمر، جثت على صدره باكية، ولفترة وجيزة، فتح جون عينيه وهو يحتضر قائلا: ” لا بأس يا ميريل، كل شيء على ما يرام”، كتب شولمان، كاتب السيرة الذاتية.
وفقًا للكتاب، سافرت ستريب إلى كندا للإقامة مع صديق في أعقاب وفاة كازالي مباشرة، وعادت إلى نيويورك لتعلم أنها طُردت من الشقة التي عاشت فيها معه.
جاء شقيق ستريب هاري لمساعدتها على حزم أمتعتها، وأحضر معه صديقه من اجل المساعدة، وكان صديقه هو دون غومير، الذي يعيش بنفس الحي والتقى بها بشكل عابر مرة أو مرتين من قبل.
كان غومير على وشك مغادرة البلاد في رحلة، ودعا الممثلة الحزينة إلى البقاء في شقته أثناء غيابه.
خلال هذه الفترة، ظل غومير على اتصال بها من خلال الرسائل التي جعلتهما قريبين جدًا، وتفيد التقارير أن ستريب لم تكن مقتنعة بأنها مستعدة لعلاقة جديدة، لكن صديقة أرملة لها شجعتها على قضاء بعض الوقت مع غومير إذا ما كانت تحب رفقته.
عندما عاد غومير، كانت ستريب التي كانت تصور فيلم Kramer vs Kramer في ذلك الوقت ما تزال تقيم بمنزله.
بعد ستة أشهر، وفي 30 سبتمبر 1978، عقد الثنائي قرانهما، وأقيم الحفل في حديقة منزل والدي ستريب في جزيرة ميسون، كونيتيكت، ويقال إن والدتها أعربت عن مخاوفها بشأن سرعة تطور العلاقة بينهما.
في السنوات التي تلت ذلك، استقبلت ستريب وغومير أربعة أطفال: هنري، مامي، غريس ولويزا، سارت مامي وجريس على خطى والدتهما وأصبحتا ممثلتين، في حين أن هنري موسيقي ولويزا عارضة أزياء.
قالت ستريب ذات مرة لصحيفة الغارديان : “ابنتي وابني وزوجي يعملون في مجالات مختلفة، لكننا قريبون جدًا وهذا هو المهم”.
على الرغم من أن أبنائهم مارسوا وظائف عامة نسبيًا، إلا أن الزوجين كانا دائمًا حريصين على إبقاء حياتهما العائلية بعيدة عن أعين الجمهور.
غالبًا ما تمضي ستريب وقتها بعيدًا عن المنزل لعدة أشهر في كل مرة تصور فيها فيلمًا وقد أثنت على زوجها لكونه سعيدًا دائمًا برعاية الأطفال حتى أنها لا تشعر بالذنب حيال حالات الغياب الضرورية تلك.
عاشت الأسرة لفترة طويلة في ولاية كونيتيكت، ولكن قبل تسع سنوات، غادر جميع أطفالهم الأربعة المنزل، وعاد غومير وستريب إلى نيويورك.
على الرغم من أنهما يحافظان على خصوصيتهما ونادرًا ما يتحدثان عن علاقتهما في المقابلات، لكن غالبًا ما يُرى الزوجان جنبًا إلى جنب في احتفالات توزيع الجوائز وغيرها من أحداث السجادة الحمراء.
أثناء قبولها إحدى جوائز الأوسكار العديدة التي حصلت عليها في عام 2012، أثنت ستريب على زوجها، الرجل الذي ساعدها في العيش مرة أخرى.
قالت: ” أولاً سأشكر دون، لأنني إذا شكرته بنهاية خطابي فسيضيع اسمه بين صخب الموسيقى التي تُعزف، أريده أن يعرف أن كل الأمور التي أقدرها في الحياة هو من منحني إياها “.
غومير أكثر من مجرد زوج لستريب، أنه نحات معروف على المستوى الوطني، ويبدو أنه غالبًا ما يعمل من حدود منزلهما، وقد قالت لصحيفة بيزنس ستاندرد: ” ربما نحن نوع من الزوجين الغريبين المثاليين، دون هو رجل قليل الكلام – أنا الشخص الذي يحافظ على تدفق مستمر من الثرثرة في المنزل، هو يستمع بصبر شديد ثم يعود إلى عمله”.
وعن نصيحتها لزواج سعيد قالت في لقاء عبر موقع Livingly: “عليك أن تتحدث عن كل المشاكل التي تنشأ، حتى أصغر الأشياء، عليك الاستماع إلى مشاكل شريكك واقتراحاته ونصائحه، وتقبل أنك لست على حق دائمًا، الحوار هو مفتاح الزواج الناجح”.
سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.