قصة طبيبان ألهمت فيلم كرونبرغ لعام 1988 ومسلسل جديد من برايم أمازون Dead Ringers، بطولة ريتشل وايز في دور التوائم المتماثلة المختصتان بالأمراض النسائية، أصبح متاح للمشاهدة الأن، يشير الفيديو الدعائي والمراجعات وملاحظات الإنتاج إلى أنه على الرغم من أن المسلسل يستند إلى فيلم دايفيد كرونبرغ لعام 1988 الذي يحمل نفس الاسم، إلا أنه في حد ذاته عبارة عن قصة مختلفة للغاية عن التوائم في الفيلم (كلاهما يلعبه اللامع جيريمي آيرونز)، اللذان يقودهما الهوس بجسد الأنثى إلى النجاح والمأساة، ولكن بعيدًا عن مادة مصدر الرعب، تستمد سلسلة أمازون الإلهام من مصدر آخر إضافة لفيلم كرونبرغ الأصلي، القصة الحقيقية التي خلفه.
من هم التوائم اللذان تستند إليهما قصة ‘Dead Ringers’؟
أن الأخوين Mantle في الفيلم لعام 1988 استندوا إلى التوائم الواقعية ستيوارت وسيريل ماركوس، اللذان كانا أيضًا متخصصين في طب النساء في مدينة نيويورك حتى وفاتهما الغامضة في عام 1975، وكلاهما يبلغ من العمر 45 عامًا، الوصفة المثالية لسيد الرعب كروننبرغ والكاتب المشارك نورمان سنايدر، اللذان استخدما قصتهما لرسم واحدة من أكثر صور التنافس بين الأشقاء في الفيلم حتى الآن.
على غرار تصويرهما في الفيلم، عاش التوأمان ماركوس حياة منعزلة تركز بشكل أساسي على أبحاثهما، مما جعلهما غير قادرين على تكوين علاقات ذات مغزى.
اقرأ ايضًا: 10 من أشهر فضائح هوليوود خلال عام 2022
لم يكن الأخوان متطابقين ولكن لا يزال هناك تشابه غريب بينهما، كما كانا يرتديان باستمرار الملابس الرسمية في مكان العمل، ومن المشاهد الافتتاحية للفيلم، يظهر لنا توأمان في عرض للقصة الحقيقية: ولدا متطابقان، يرتديان نظارة طبية، يمشيان جنبًا إلى جنب، طموحان ولكن غير قادران على التصرف كشخصين متعاطفين ويعملان فقط كوجهين لعملة واحدة، ومصيرهما متشابك على الدوام.
صعود وسقوط الأخوة ماركوس
قبل وفاتهم المبكرة، كان التوأم ماركوس يحظيان باحترام كبير في مجال عملهما، حيث أسسا ممارستهما الخاصة الناجحة في الستينيات ونشروا أبحاثهما الرائدة في المجلات الطبية، كما أصبحا أساتذة مساعدين لأمراض النساء والتوليد في مستشفى نيويورك، بالإضافة إلى مديرين مشاركين في عيادة العقم بمستشفى كورنيل.
في فيلم Dead Ringers، يعتبر التوأمان أيضًا في طليعة مجالهم، حيث يديرون عيادتهم الخاصة والأدوات الطبية الرائدة التي من شأنها أن تصبح معيار للمارسة في طب التوليد.
بحلول السبعينيات، أصبح سيريل وستيوارت مدمنين على الباربيتورات والأمفيتامينات، وتعثرت أعمالهما المزدهرة ذات يوم، حثهم رؤسائهم على التوقف عن الإدمان أو الاستقالة، حاولا القيام بإعادة التأهيل دون مساعدة ولكن دون جدوى، في يوليو 1975 ، تم اكتشاف جثتي الأخوين في شقة سيريل في مانهاتن في ظروف قذرة، محاطة بالقمامة، الأثاث المتسخ، الأطباق المتسخة، وبقايا الطعام، وكان من بين القذارة عشرات من زجاجات الباربيتورات الفارغة.
لم تكن هناك علامات على وجود صراع، مما دفع المحققين إلى التنظير في البداية بأن وفاتهم كانت إما بسبب جرعات زائدة عرضية أو اتفاقية انتحار مدبرة.
تم إجراء عدد كبير من الاختبارات الأولية لتحديد سبب الوفاة، ولم يشر أي منها إلى المخدرات أو الكحول، حيث لم يتم العثور على أي آثار للمواد غير المشروعة لدى تشريح الجثث، حددت موجة ثانية من الاختبارات أنه من الممكن أن يكون ستيوارت قد مات بسبب التوقف المفاجىء عن المخدرات وهو ما قد يكون مميتًا في بعض الأحيان، لكن بقي السؤال حول ظروف وفاة سيريل، والتي قُدرت أنها حدثت بعد عدة أيام من وفاة أخيه، في الجدول الزمني الرسمي، شوهد سيريل وهو يغادر الشقة بعد الوقت المقدر لوفاة ستيوارت، تاركًا العديد من الأسئلة العالقة حول الطريقة التي ماتوا بها وما حدث في الشقة.
كانت هناك ظروف غير عادية للوفاة
أثارت الوفيات غير العادية والمثيرة للجدل لسيريل وستيوارت جنونًا من التكهنات الإعلامية، ونشرت إحدى المريضات السابقات للتوأم، ليندا وولف، مقالاً في مجلة نيويورك بعنوان “الموت الغريب لأطباء أمراض النساء التوأم”، تصف فيه سلوك الأخوين الذي أدى إلى سقوطهما بأنه غريب وغير مألوف.
اقرأ ايضًا: لم ركزت سينما التسعينيات على الشياطين والملائكة؟
استلهم الفيلم ليس فقط مقالة وولف ولكن أيضًا من رواية التوائم لعام 1977 التي كتبها باري وود ومقال نُشر في عدد عام 1976 من Esquire كتبه رون روزنباوم وسوزان إدمستون، لذا رأى كروننبرغ وسنايدر فرصة لتحويل هذه الحكاية الملتوية على الشاشة، لتصوير أكثر المفاهيم المؤلمة لما قد دفع التوأم إلى نقطة الانهيار.
الأشقاء غير المتكافئين في النجاح بالفيلم كما في الحياة الواقعية
ديناميكية المنافسة بين الإخوة في Dead Ringers تبدو حقيقية حيث يتفوق أحدهما على الأخر، فعادة ما تأتي تطلعات وإنجازات سيريل في المرتبة الثانية بعد ستيوارت، ازدهر ستيوارت في دائرة الضوء ووُصف في الكتاب السنوي للمدرسة الثانوية بأنه التوأم الذي كان “مقدرًا له الفوز”.
يقوم جيريمي آيرونز بتجسيد مذهل في تصوير هاتين الشخصيتين المتعارضتين، وصولاً إلى السلوكيات الأكثر دقة، يلعب دور إليوت الخبيث والواثق في مواجهة بيفرلي الوديع واللطيف، الذي استقال للعمل خلف الكواليس بينما يستقبل إليوت الضجة والتملق من أقرانهم في المجتمع الطبي، كما ان إليوت لا يتوقف عن تذكير شقيقه بأن وجوده لا شيء بدونه، قائلاً: “لن تكون لديك أي موهبة قبل أن أمتلكها أنا ايضًا”، تحقيقًا لهذه الغاية، غالبًا ما ينتحلون صفة بعضهم البعض عندما يكون ذلك مناسبًا لهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بمغازلة السيدات.
عندما التقيا بالممثلة كلير نيفو (جينيفيف بوجولد) التي وجدوا أنها تمتلك “عنق رحم ثلاثي”، وهو شذوذ طبي يلقي بهم في بعيد عن متناول خبراتهم، في نسخة Dead Ringers من قصة الأخوين ستيوارت، تقوم كلير بوضع أقراصًا لإضفاء الإثارة على حياتهم، ونتيجة لذلك، يخلط الأخوان المخدرات مع جوعهم المتواصل للعب دور الرب في غرفة الجراحة، وهو ما اتضح أنه وصفة للدمار.
يعيد كروننبرغ تخيل القصة الحقيقية لسيريل وستيوارت ماركوس ويستخدمها ليس فقط كفرصة لتقديم نسخة متطرفة من الأخوة السامة ولكن أيضًا ليكون بمثابة قصة تحذيرية لسوء التصرف الطبي الجسيم، استخدم إليوت وبيف، مثل سيريل وستيوارت، مكانتهم كمحترفين طبيين لتعاطي المخدرات، ليس فقط في انتهاك معايير الممارسة ولكن الأهم من ذلك، انتهاك ثقة النساء اللواتي كنّ في رعايتهم.
كيف سيتم تنفيذ كل هذا في سلسلة وايز، النسخة الأنثوية من هذه الدراما؟ سيكون عليك فقط أن تراقب لتكتشف ذلك.
الفيديو الدعائي لمسلسل امازون..
المصدر: برايم امازون
سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.