هيلينا بونهام كارتر، الممثلة البريطانية التي لا تضع نفسها تحت دائرة الضوء في أغلب الأوقات وتنأى بنفسها بعيدًا عن مشاكل الوسط الفني، كان لها نصيبًا من فضول الناس حول رأيها بزميلها الممثل جوني ديب الذي شاركته البطولة في العديد من الاعمال.
في السنوات الأخيرة كان اسم جوني ديب مرتبطًا بقضيته ذات الصدى الإعلامي الكبير أمام زوجته السابقة آمبر هيرد التي إتهمته بالعنف المنزلي وسوء المعاملة، وبما إن كارتر قد تعاونت مع ديب في الكثير من الأعمال التي أخرجها شريكها السابق المخرج تيم بيرتون، فكان من الطبيعي أن تتوجه الصحافة ناحيتها ليعرفوا طبيعة شعورها عن الموضوع برمته.
هيلينا، بيرتون، وجوني
فور تصدر جوني ديب للأخبار بشأن قضيته في المحكمة، توجه الجميع الى هيلينا كارتر كي يسألها إذا ما تأثرت علاقتها مع ديب بسبب هذه القضية، أجابت كارتر حينها: “كلا لم تتأثر، لا يزال جوني صديقي، إنه الأب الروحي لأطفالي، رغم إني لم اقابله منذ فترة طويلة”.
اقرأ ايضًا: هل جوني ديب وحيد بسبب والدته التي تخلت عنه حينما كان مراهقًا؟
بينما لم تتزوج كارتر من بيرتون رسميًا، إلا إنهما كانا في علاقة طويلة لمدة 13 عامًا، وأثمرت عن ولادة طفليهما، بيلي ونيل، عامي 2003 و2007.
تجمع بين ديب وبيرتون علاقة وثيقة، تعاونا عبرها في ثمانية أفلام، ظهرت هيلينا في سبعة منها، مما عزز علاقتها بديب خارج اطار التصوير ايضًا.
ومن ناحية اخرى فإن القرب الذي لاحظه الإعلام بين شريكها السابق تيم بيرتون وصديقها جوني ديب دفعهم الى الإفتراض بأن الثنائي في علاقة رومانسية معًا، وهو الأمر الذي نفته كارتر مرات عديدة.
قالت لقناة “تي في ثري”: “تيم وجوني لا تجمعهما علاقة رومانسية، إنها صديقان عزيزان جدًا، جوني شخص مميز وصديق رائع، وهو الأب الروحي لإبننا بيلي، وعلاقتهما جيدة جدًا، كون إن جوني لديه أطفال ايضًا، وفي نظر ابني بيلي، فإن العم جوني لا يمكن أن يقوم بأي فعل خاطئ”.
بالطبع، فإن هناك عدد لا بأس به من الناس يعتقد أن جوني ديب قام بأفعال خاطئة بخصوص ظروف علاقته مع آمبر هيرد، وإنه ربما كان ثملًا حينها ويتصرف بعيدًا عن طبيعته.
حيث إن صديقاته السابقات قد دحضن إدعاءات هيرد ومن ضمنهن، العارضة الفرنسية فينيسا بارادي، والدة أطفالهما التي قالت بإنها لم تتعرض لمثل تلك الأحداث خلال علاقتها مع ديب التي إمتدت اعوام طويلة.
في حين إن المحكمة وجدت آمبر هيرد نفسها متورطة في بعض الإدعاءات بشأن الإعتداءات وأمور اخرى، فالقضية لم تنته بعد وما زالت مستمرة في المحاكم وعلى عناوين الأخبار، وبالتالي ما زالت الأسئلة بهذا الخصوص توجه على الدوام الى هيلينا بونهام كارتر وتضطر هي الى توضيح وجهة نظرها في كل مرة.
صرحت في شهر أكتوبر من العام الماضي 2020 لصحيفة “ذا آيرش إيكسامنر” قائلة: “جوني يتحلى بأخلاق اصيلة، وارى أن ما يدور حوله ليس منطقيًا على الإطلاق، لكنه ليس غبيًا ايضًا، فهو لن يواصل المرافعة في المحاكم إن كان يعلم بنفسه مذنبًا حقًا” .. قالت هذا في تعليقها على قضية ديب ضد صحيفة ذا صن البريطانية التي إتهمها بتشويه سمعته امام الرأي العام.
هل تقف هيلينا بونهام كارتر مع جوني ديب في السراء والضراء؟
في حين إن هيلينا داعمة بكل تأكيد لمساعي ديب في الفوز بقضيته الحالية بالمحكمة، إلا إنها لم تعلن صراحة عن دعمها هذا امام الإعلام، قد يظن البعض أن السبب يعود لرغبة الممثلة بأن تكون محايدة نوعًا ما، لكن السبب الحقيقي يتضح لنا من خلال تعليقها على قضية المنتج سيء الصيت هارفي واينستين، وكيف إنها تتعامل مع الأمور بطريقة اكثر هدوءًا وتفهمًا.
صرحت حينها: “لا ارى الامور بالأبيض والأسود، أعتقد ان الناس يحملون تدرجات عديدة، فهم ليسوا طيبين أو أشرار بالمطلق”.
أضافت: “كان واينستين متنمرًا، معتديًا ومعتلًا اجتماعيًا، لكنه في نفس الوقت كان يملك مهارة منقطعة النظير في إنتاج الأفلام”.
تتعامل هيلينا مع الأفكار والأشخاص بطريقة تسمح لها بوضعهم في نسبية الظروف، حيث أنهم لا أشرار ولا أخيار تمامًا، لكن يبدو إنها تحمل بداخلها احترامًا اكثر لجوني ديب من باقي الرجال المتورطين بحملة “مي تو” او انا ايضا التي تندد بسوء المعاملة تجاه النساء في الوسط الفني.
ولا يرجع هذا الإحترام الإضافي الى التاريخ المهني والشخصي الذي عاشاه معًا فحسب، لكن لكونها تعتقد إن تلك الإتهامات غير منطقية، ومع ذلك تضع في ذهنها إحتمالية ان يكون ديب مذنبًا حقًا وستترك الأمر للقاضي في تحديد هذا.
المصدر: الغارديان، تي في ثري
سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.