لعديد من العقود، كان الطابع المتسم على موسيقى البوب هو الطابع الحزين الذي يناسب أوقات الإكتئاب والإضطراب، إلى أن جاءت دوا ليبا لتغير هذا الأمر، حيث أضافت المغنية البريطانية العديد من الرقصات والتوزيعات الموسيقية المبهجة إلى درجة إنها أصبحت إحدى ميمات الإنترنت.
حيث تحولت إحدى رقصات أغنية “One Kiss Dance” الصادرة عام 2018 إلى ميم معروف بين المستخدمين على جميع المنصات، وأعيد محاكاته عدد من المرات التي لا تحصى عبر مقاطع التيك توك، وكانت تلك المصادفة بكل تأكيد إحدى أسباب شهرة المغنية المتزايدة، لكنه ليس الوحيد، وسنرى أدناه اسباب اخرى جعلتها واحدة من القلائل الذين تركوا بصمتهم الخاصة على موسيقى وأغان البوب.
التنوع في البداية
أعمال ليبا المبكرة لم تحظ بزخم من الجماهير، ولم تشتهر بما فيه الكافية، لكنها قررت الإتجاه الى بعض الأغان الفردية مثل “لاست دانس” و”هوتر ذان هيل” والتي أثبتت نجاحات واضحة في بعض الأسواق العالمية، لكن منذ تلك البدايات، لاحظ الجمهور صوت دوا ليبا المميز وألحانها الراقصة التي رافقتها خلال مسيرتها المستقبلية، وكانت الأغان المنفردة التي أصدرتها هي الحجر الأساس في ما وصلت إليه الان.
إهتمام خاص بكتابة أغانيها وتصميم رقصاتها
معظم الأغاني التي جذبت أسماع المعجبين من حول أنحاء العالم وتصدرت قوائم النجاح لم تكن من كتابة المغنين انفسهم، بإستثناء عدد قليل من الفنانين، وليبا واحدة منهم، فقد شاركت بكتابة جميع أغان ألبومها الثاني ومعظم أغان البومها الأول وإصداراتها المنفردة، فمن مجموع 25 أغنية قامت بأدائها، شاركت ليبا بكتابة وتأليف 21 أغنية.
الثمانينات تعود من جديد
أغنية “Physical” لدوا ليبا نرى فيها عناصر مستوحاة من برامج التلفاز للتمارين الرياضية، والتي كانت شائعة في فترة الثمانينات، ونرى كذلك ألحان الديسكو الإلكترونية التي كانت مشهورة حينها، فكما يبدو إن الحنين إلى ذلك العقد بما فيه من أعمال وأغان حركية وراقصة قد تم إحيائه من جديد عبر ليبا، التي تمنح جمهورها شعورًا قويًا بالسعادة العارمة والهذيان المنفلت الذي طغى على تلك الفترة.
اقرأ ايضًا: هل جَنتّ دوا ليبا ثروتها من الموسيقى فقط؟
صوت مميز
تملك دوا ليبا صوتًا مميزًا وقدرة تسمح لها بالتحرك بحرية صعودًا ونزولًا عبر طبقات الصوت المختلفة، حيث أصبحت طريقتها في الغناء أشبه بعلامة تجارية مسجلة بأسمها، ونرى ذلك بوضوح في أغنيتي “Scared to be Lonely” و”Physical” التي تمكنت عبرهما من صنع تأثير درامي للأغنية بمجرد اداء صدى الصوت الذي يخلق تأثيرًا مباشرًا لدى المستمعين.
شخصيتها الغامضة
ليس هناك من ينكر إن دوا ليبا قد صنعت لنفسها شخصية إعلامية ترفع من فضول معجبيها لأقصى الدرجات، حيث إن ازيائها وصورها التي تتفرد بها تصب جميعًا بتكوين إحساس لدى الجمهور بأن من أمامهم نجم حقيقي ولا يشبه الاخرين، وقد جاءت هذه الشخصية بالتزامن مع أغنياتها وأعمالها التي تتشارك بنفس الجوانب.
إشارات دينية
معظم أغاني البومها الأول مستوحاة من مشاعر الحزن التي تملكتها، لكنها في نفس الوقت حملت العديد من الإشارات الدينية، وكانت موضوعات أغانيها تتمحور حول تمكين المراة، العلاقات، والقلوب المحطمة، لكن الإشارات الدينية وإستخدام ايات الكتاب المقدس هو امر نادر في هذا المجال، وهناك عدد قليل من الفنانين الذين يقومون بذلك، وقد يكون السبب في إتباعها هذا الأسلوب هو دراستها للإنجيل في صغرها وطبيعة نشأتها في عائلة ذات أصول البانية.
الحان سعيدة وكلمات حزينة!
في أول البومين لها، إستخدمت المغنية البريطانية الحانًا راقصة، مرحة وسريعة الإيقاع في معظم الاغاني، حتى لو كانت كلمات تلك الأغاني تتحدث عن مواضيع حزينة، مثل الإنفصال عن الحبيب أو الخيانة، فقد إلتزمت ليبا بهذا الأسلوب الذي يدفع المستمعين إلى الرقص رغم الحالة المزاجية التي يعيشونها، حيث تمنحهم الأغنية تفائلًا وتعلقًا اكثر بالمغنية.
المصدر: بي بي سي، بيلبورد، بلاست
سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.