رغم النجاح الكبير في دور السينما لأول فيلمين من سلسلة السحر والمغامرة هاري بوتر، كان لدى احد ابطال الفيلم توجس حقيقي من إن شخصيته ستظل “راكدة” ولن تتطور الى امر أكثر عمقًا خلال العمل.
آلان ريكمان، الممثل البريطاني الذي جسد شخصية بروفيسور السحر الأسود في مدرسة هوغوارتس، سيفيروس سنيب، أوضح إنه ليس متفائلًا بخصوص مسار شخصيته في سلسلة هاري بوتر، وإنه لم ير أي إختلاف بالعمل الذي يقدمه خلال الجزئين الأول والثاني.
كما يتبين، فإن ريكمان يرغب بأدوار ذات أبعاد اكبر، وقرر إنه ما لم يكن هناك تغيير يتعلق بدوره، فإنه سيترك العمل على سلسلة هاري بوتر ولن يظهر في الجزء الثالث.
لكن بعدما ورد الى مؤلفة روايات هاري بوتر الكاتبة جي كي رولينغ هذا الخبر، توجهت الى ريكمان وخصته بسر كان كفيلًا بتغيير نظرة الممثل على كل شيء، وأقنعته بالأستمرار في السلسلة الى نهايتها.
بقدر ما يبدو الأمر غريبًا، فقد كان ريكمان جاهزًا لترك السلسلة بعد نهاية العمل على الجزء الثاني عام 2002، فبينما حقق الجزء الأول اكثر من مليار دولار في مختلف صالات السينما، وأصبح احد اعلى الافلام ربحًا في ذلك العام، فإن الجزء الثاني لم يقل نجاحًا عن الأول وحصد ما يقارب الـ 880 مليون دولار في العام التالي، مما جعله استثمارًا ممتازًا للشركة المنتجة، استديوهات وارنر بروس، حيث لم يكن قد صدر سوى فيلمين من الكتب التي بلغ عددها سبعة روايات متتالية.
حينما صدر الجزء الثاني، هاري بوتر وغرفة الأسرار، في دور السينما، كانت رولينغ قد نشرت أربعة كتب فقط، لذلك لم يكن يعلم احدهم أن شخصية البروفيسور سنيب ستتخذ منحى اخر أكثر من مجرد الخصومة المستمرة بينه وبين هاري بوتر، هيرميون غرينجر، ورون ويزلي، التلاميذ الذين يقوم بدورهم كل من دانيال رادكليف، إيما واتسون، وروبرت غرينت.
اقرأ ايضًا: كل ما نعرفه عن لم شمل هاري بوتر، وكيف يمكنكم مشاهدته
لذلك السبب، لم يشعر ريكمان بأن سيفيروس سنيب يتطور بأي شكل، وسيظل دوره محصورًا بهذا النمط طوال السلسلة، واستند ريكمان الى فكرة “ركود” شخصيته كون الجزء الثاني من الفيلم لم يقدم اي خلفية عنها، والمشاهد الوحيدة التي تابعها المشاهدون على الشاشة هي توبيخه للثلاثي هاري، هيرميون، ورون.
لكن في مقابلة مع مجلة “إمباير” عام 2015 عدد شهر أبريل، أشار ريكمان إلى أن رولينغ قد تواصلت معه وأخبرته “سرًا صغيرًا” عن المسار الذي ستسلكه شخصية سنيب، وكانت هذه المحادثة كافية ليقتنع ريكمان ويظل في دوره الأيقوني الى نهاية السلسلة.
قال: “في المكالمة الهاتفية مع رولينغ، قدمت لي لمحة عما ستؤول إليه شخصية سنيب، وعلى الرغم من صدور ثلاثة كتب فقط حينها، إلا إنها كانت تخطط لعالم ضخم يروى بكل إتقان، فالرغبة برواية القصص كانت موجودة منذ فجر التاريخ، لكن الراوي العظيم هو من يصنع الفارق، شكرًا لكِ يا جوان”.
لم يكشف آلان ريكمان عن الحديث الذي دار بينهما، لكن بغض النظر عن ذلك، فقد استمر بالسلسلة الى الجزء الأخير المعنون “هاري بوتر ومقدسات الموت”، الذي صدر في جميع أنحاء العالم سنة 2011.
توفي ريكمان بعد خمسة أعوام من صدور الجزء الأخير، بعد معاناته من سرطان البنكرياس عن عمر 69 عامًا، لم يشارك حينها إصابته بالسرطان إلا مع اصدقائه المقربين فقط، وقد مثلت وفاته صدمة لكل طاقم العمل أمام الكاميرا وخارجها، لكنهم اتفقوا على إنه بالرغم من تجسيده لشخصية شريرة على الشاشة، لكنه في الحقيقة كان انسانًا طيبًا خلوقًا.
غردت الكاتبة جي كي رولينغ حينها على حسابها في تويتر قائلة: “لا أملك الكلمات التي اعبر من خلالها عن صدمتي بوفاة آلان ريكمان، لقد كان ممثلًا وشخصًا رائعًا، عزائي لعائلته، فنحن فقدنا موهبة مذهلة، وهم فقدوا قطعة من قلوبهم”.
سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.