يوم أمس، 16 نوفمبر، كان هو اليوم المصادف للذكرى العشرين لأشهر سلسلة أفلام سحر ومغامرة، هاري بوتر، التي إمتدت لثمانية أجزاء متتالية.
السلسلة المستندة على روايات المؤلفة جي كي رولينغ حققت نجاحًا منقطع النظير حول العالم بين جميع الفئات العمرية سواء كمبيعات للكتب أو أرباح العمل السينمائي وما يتعلق به.
بالطبع السبب في ذلك يعود الى التعاون المميز بين الممثلين الصغار حينها، دانيال رادكليف، إيما واتسون، روبرت غرينت والنخبة من الممثلين البريطانيين الذين جسدوا الرواية في السينما بأفضل ما يمكن.
بمناسبة هذه الذكرى قام موقع “A.V Club” بمقابلة مع أحد مخرجي السلسلة، كريس كولومبوس، الذي أخرج أول فلمين وأنتج الثالث، سيحدثنا في هذه المقابلة عن بعض الجوانب والذكريات أثناء التصوير، إضافة الى ظهوره في حلقة لم شمل أبطال وطاقم عمل هاري بوتر من إنتاج شبكة “أتش بي أو ماكس” في الأول من يناير 2022.
كالعديد من أفلامك الاخرى، فبكل تأكيد إن الموضوع يثير بداخلك بعض العواطف مثلما يشعر الاخرون، كيف تشاهد الفيلم الأول من السلسلة الان بعد مرور 20 عام على إصداره؟
كولومبوس: “أنا لم أشاهد الفيلم في السينما إلا خلال يوم الأفتتاح حينها، لكني شاهدته على التلفزيون عدد لا يحصى من المرات، وفي كل مرة أشاهده، أقول لنفسي، يا ليتنا قمنا بتصوير هذا المشهد المعين بتلك الطريقة وما شابه، وبعدها أقوم بتغيير المحطة التلفيزيونية”.
“الأمر الرائع في الامر هو إننا عندما بدأنا بالعمل عليه، أخبرت الطاقم إن شعارنا هو صناعة عمل لا يطغى عليه الزمن، عمل يجعل المشاهدين بعد 15 او 20 عام يقولون إنه لربما قد صدر مؤخرًا، لكن بالطبع تقدم جانب التأثيرات البصرية تقدمًا هائلًا خلال العقدين الماضيين، وهذا جزء من حتمية إن بعض الأمور لا يمكنك حمايتها من تقدم الزمن”.
“كانت رغبتي بأن يشاهد الجمهور العمل ويتساءلون عن تاريخ إصداره، هل صدر عام 1956؟ هل صدر عام 1984؟، ذلك التساؤل هو ما يضيف نكهة جيدة للعمل بالطريقة نفسها التي أشاهد فيها فيلم الساحر أوز واسأل نفسي في أي عام تم تصويره”.
كانت هناك عوامل آخرى كثيرة شاركت بالعمل، مثل التعاون مع الملحن جون ويليامز، كيف كانت ردة فعلك عندما إستمعت للموسيقى التصويرية أول مرة؟
كولومبوس: “من حسن الحظ إنني تعاملت مع جون ويليامز في فيلم ‘وحيد في المنزل‘ بداية التسعينيات، وأدرك تمامًا ما يمكن أن يقدمه ملحن مثله، الذي قام سابقًا بتلحين أفلام حرب النجوم، قروش، وإي تي، لكن عندما قام بعزف بداية الموسيقى التصويرية لهاري بوتر أمامي على البيانو أول مرة، كانت لحظة رائعة بالنسبة لي كشخص عاشق للأفلام، وعلمت إنها ستكون موسيقى أيقونية، قلت لنفسي، إن كانت بداية الموسيقى التصويرية بهذا الجمال، فكيف ستكون عندما ينتهي من تأليفها، وبالفعل، كان العمل النهائي مذهلًا بنفس القدر”.
واحدة من الأشياء المفضلة لدي في الفيلم بجزأه الأول هو في النهاية عندما فاز منزل سليذرين بالمسابقة، فأخبرهم دمبلدور قائلًا: “لقد فزتم بالمركز الثاني لأنني سأعطي النقاط لمنزل غريفيندور” أراه مشهدًا مضحكًا بحق.
كولومبوس: “هذا الامر يعود الى الممثل ريتشارد هاريس، الذي قام بدور دمبلدور في أول جزأين من السلسلة، حيث كان يقوم بالإرتجال لمشاهده التي يقوم بها، رغم إن الرواية تنص على نفس الحدث، إلا إنه أضاف لمسته الخاصة للموقف، فريتشارد لديه نظرة شر في عينيه، تجعلك حائرًا تجاه ما سيقوله او يفعله في الخطوة التالية”.
أخبرنا بعضًا من خفايا التصوير، فقد سمعت إن الكاتبة جي كي رولينغ قد خصت الممثل آلان ريكمان بالمسار الذي ستؤول إليه شخصيته بالأجزاء التالية، هل كان لكم علم بما ستسلكه شخصية البروفيسور سنيب وهل تمكنت من زرع بعض تلك التلميحات المستقبلية في الجزئين الأوليين اللذان قمت بإخراجهما؟
كولومبوس: “كلا، لم نكن نعرف، فكما يبدو إن ريكمان قد وعد المؤلفة بالسرية حول ما قيل له، لذا لم يشاركنا أي من المعلومات التي يعرفها، قد يفترض الكثيرون إنه كان يجدر برولينغ إن تخبر المخرج عن هذا الأمر، لكن واقعًا، فإن ريكمان الذي أدى شخصية سيفيروس سنيب هو من كان يجب إن يعرف تلك التفاصيل، ولم يؤثر الموضوع على العمل الذي كنت اقوم به حينها بأي شكل من الأشكال، ما عدا في بعض المشاهد المعينة”.
“حيث كان ريكمان يقوم ببعض التصرفات والتلميحات الغير موجودة في نص السيناريو، وكنت أسأله بعد إنتهاء التصوير، لِم قمت بهذا او ذاك، فيجيبني: ‘ستعرف بعد قراءة الكتاب السابع’ وأرد عليه بقولي إن الكتاب السابع لن يصدر إلا بعد عدة سنوات من الان، لكن على كل حال فقد أحببت ما يكون يقوم به، رغم عدم معرفتي للسبب وراء ذلك، وأبقيت تلك المشاهد في الفيلم ولم أقم بحذفها، لذا حينما صدر الكتاب السابع وقمت بقرأته، عادت لي جميع تلك الذكريات وفهمت سبب قيامه بكل تلك الأمور مع شخصية سنيب، كان امرًا مذهلًا”.
“كنا نعرف بعض الأمور الصغيرة من هنا وهناك، من أهم الأشياء التي توجب علينا معرفتها من الكتب الثلاثة الأولى التي كانت قد صدرت حينها هو مدى السوداوية او الشر الذي ستسلكه السلسلة، وقد كانت هذا مسعى جي كي رولينغ منذ البداية، فكنا ندرك إن الفيلم الأول سيكون عبارة عن “مرحبًا بكم في مدرسة هوغوارتس” مع القليل من الشر، عندما نصل الى جزء غرفة الأسرار، تصبح الأحداث اكثر ميلًا للشر والظلام، وسجين ازكابان كذلك اكثر من سابقيه بدرجة، وهكذا في كل جزء تزداد الأحداث ظلامية وشر وكان هذا التدرج معلومًا لدينا منذ اليوم الأول”.
طاقم التمثيل كان ممتازًا للغاية، كيف ترى ما كان عليه أولئك الأطفال الصغار وما وصلوا إليه الان؟
كولومبوس: “بعد إنتهائي من العمل على فيلم “وحيد في المنزل” من بطولة ماكولي كولكين الذي لم يكن له إلا دور صغير على الشاشة في فيلم سابق، أدركت إنك بالتعامل مع الأطفال بهذا العمر، فستحصل على نوع من التصرفات الطبيعية الصادقة والحقيقية وبالتالي تضيف للعمل جودة أعلى، فهم يقدمون اداءًا واقعيًا عكس الأطفال الاخرين الذين يعملون لعدة سنوات بالمجال، لهذا السبب إخترنا دانيال، إيما، وروبرت، وبصراحة جميع الأطفال الذين شاركوا في الفيلم كانوا رائعين وقدموا إضافة مميزة للسلسلة التي لم نكن نعلم حينها إنها ستتحول الى سلسلة من الأجزاء”.
“مع ذلك، كان موقع التصوير فوضويًا، لأنه في الأشهر الاولى من الفيلم كان الاطفال سعداء للغاية كونهم سيظهرون في فيلم مستند على روايات هاري بوتر، وكانوا يرتدون الأزياء وينظرون لبعضهم البعض بسعادة ويلوح أحدهم للأخر غير مصدقين إنهم سيؤدون تلك الادوار، لذا كان واجبًا علي أن اكون لهم بمثابة مدرس التمثيل، والذي بالمناسبة هو ما يجب أن يفعله أي مخرج بأي وقت، لكن في تلك الفترة تحديدًا كان الأمر بارزًا في حاجتهم الى دراسة تقنيات التمثيل والوقوف أمام الكاميرا، وبحلول ميعاد الفيلم الثاني وفي منتصف العمل عليه، أضحى الأطفال ممثلين بارعين، واستمروا بالتطور الى الصورة التي ترونهم فيها الان بالأعمال التي يقومون بها، فقد اصبحوا جميعًا ممثلين محترفين في مهنتهم”.
لا أدري ما حقيقة الأمر، لكن هناك بعض الأقاويل إنك رفضت تولي إخراج فيلم سبايدرمان وأخترت بدلًا من ذلك العمل على هاري بوتر؟ وهو امر مذهل بحد ذاته، كون الفلمين قد تحولا الى سلسلة من الاجزاء وحققا نجاحًا عالميًا.
كولومبوس: “نعم هذا صحيح، وبشكل عام انا لدي إيمان بأن أي عمل من الاعمال وبوجود شخصية سبايدرمان فيها سيكون عملًا رائعًا، تخيل مثلًا فيلم الأب الروحي بوجود شخصية سبايدرمان فيه؟ ألن يكون أفضل؟”.
“بعيدًا عن المزاح، فإن السبب الذي دفعني لحب الأفلام منذ طفولتي ودخولي هذا المجال هو مجلات مارفل، حيث إن الرجل العنكبوت كان بطلي منذ البداية، وعندما قررت إختيار العمل على هاري بوتر، وصفني البعض بالمجنون، كيف يرفض سبايدرمان؟ وبالفعل فقد كنت أشعر بنفس الشعور بداخلي، بعدما كانت هذه الفرصة هي التي أنتظرها طوال حياتي، لكن بشكل عام، فأنا سعيد بإختياري هاري بوتر، أشعر بالرضا حيال هذا القرار”.
إذا ما عادت الفرصة من جديد امامك لتولي إخراج فيلم سبايدرمان، هل ستستغلها؟
كولومبوس: “أعتقد إن سلسلة سبايدرمان قد تم إنتاجها بطريقة متقنة ورائعة للغاية، ولا داع لتكرار العمل مرة اخرى بنفسي”.
المصدر: A.V Club
سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.