إعتلى الممثل الأمريكي جوني ديب يوم امس الثلاثاء منصة الشهود في محكمة ولاية فرجينيا ليقدم إفادته بالقضية القائمة بينه وبين زوجته السابقة الممثلة امبر هيرد التي إتهمته بالعنف المنزلي.
قال ديب إنه مهووس بالحقيقة، فالاكاذيب لن تساعد في شيء، بل إنها ستراكم معلومات مغلوطة، وأثناء إستجوابه من قبل محاميه، أكد ديب إنه لم يعنف هيرد او امرأة اخرى في حياته.
إتهمت هيرد زوجها السابق بضربها وخنقها وركلها في مناسبات عديدة على مدار علاقتهما قبل أن تطلب الطلاق منه عام 2016.
في ديسمبر من عام 2018، نشرت هيرد مقالًا على صحيفة واشنطن بوست أشارت فيه لنفسها بالناجية من العنف المنزلي، ورغم إن هيرد لم تذكر إسم جوني ديب تحديدًا، لكنه رفع عليها دعوى تشهير وإساءة سمعة يطالب فيها بتعويضات بلغت 50 مليون دولار.
كشف ديب إنه شعر بالمسؤولية لرفع هذه القضية، وليس فقط لتحسين صورته وإستعادة سمعته امام الجمهور، لكن من اجل اطفاله ايضًا، الذين واجهوا التنمر في المدرسة ومن قبل أصدقاؤهم بسبب ما حدث، ووصف ديب أن المزاعم المقامة ضده لا تستند إلى أي نوع من الحقائق، وعبر ايضًا عن الشعور الغريب الذي راوده عند “تحوله من سندريلا إلى أحدب نوتردام في يوم وليلة”.
اقرأ ايضًا: مساعدة آمبر هيرد السابقة تشهد ضدها في محاكمة التشهير
إنفتح حديثه كذلك عن العنف الذي تعرض له من قبل والدته أثناء نشأته، مثل ضربه وأشقائه بكعب الأحذية أو إلقاء الأشياء عليهم، وتطرق إلى والده وطبيعته الهادئة مع والدتهم وأبنائه قبل أن يهجر المنزل أثناء مراهقة جوني، مما سبب ضغطًا مبكرًا عليه.
أما عن بداية علاقته بهيرد فقد قال إنها كانت شخص أروع من أن تصدق إنه حقيقي، فقد أظهرت صفات الذكاء، اللطف، المرح، والتفهم، إضافة الى حبهما المشترك لموسيقى البلوز، لكن كل ذلك تغير بعد عام ونصف من علاقتهما، إذ أصبحت شخصية مختلفة تمامًا.
ذكر ديب إحدى المواقف في بداية علاقتهما قائلًا إن هيرد إعتادت عند عودته من العمل أن تخلع له حذائه وتصب له كأسًا من النبيذ في كل مرة، وفي إحدى المرات التي كانت فيها مشغولة بالحديث عبر الهاتف، خلع ديب حذائه بنفسه وجلس في الصالة، قبل أن تأتي هيرد وعلى وجهها ملامح الغضب قائلة له لا تكرر ذلك ثانية، أنا فقط من تقوم بخلع حذائك، إستغرب ديب من تصرفها هذا لكنه ترك الموضوع يمر دون أي تعقيب.
سأله محاميه عن حياته المهنية وأدواره التمثيلية السابقة، ذكر ديب إنه أراد أن تكون شخصية جاك سبارو في سلسلة “قراصنة الكاريبي” مناسبة لجميع الأعمار وجذابة كما هي شخصية باغز باني وغيرها التي ظلت حاضرة في ذاكرة جميع الأجيال المتتالية، وإن تلك الفكرة قد راودته حينما ولدت إبنته ليلي روز، حيث قضى الكثير من الوقت يشاهد معها رسوم ديزني المتحركة على التلفزيون، لذا نرى إن شخصية سبارو تحمل ملامح من تلك الشخصيات الكارتونية المتنوعة.
بعد نجاح فيلم “قراصنة الكاريبي“، ذكر ديب إنه اصبح مشهورًا اكثر، وبدأ الجمهور ومصوري المشاهير يحاولون التسلل إلى منزله مرتدين زي شخصية جاك سبارو، مما إضطره إلى الإستعانة بحراس أمن اكثر.
في إشارته الى الرسائل النصية التي كتبها، والتي تحدث بها بطريقة مسيئة وعنيفة عن هيرد، ذكر جوني إنه يشعر بالخجل من تلك الرسائل، لكنه كان يكتبها من باب “الكوميديا السوداء” إضافة الى حالة الحزن والألم التي كان يمر بها، مما دفعته لإظهار ذلك الجانب المظلم من شخصيته.
اقرأ ايضًا: ممرضة جوني ديب تؤكد ان هيرد تسعى إلى تصعيد المشاجرات
كانت مسألة تعاطيه المخدرات وشربه الكحول إحدى الأسس التي أقام فريق هيرد القانوني أستراتيجيهم الدفاعية عليها، حيث إتهموه بالتحول الى شخصية عنيفة بعد تناول تلك المواد، وقد تكرر الحديث عن هذا الأمر مع الشهود السابقين ايضًا، لذا كان لا بد من محاميه ان يتطرق إليها أثناء استجوابه يوم أمس.
قال جوني إنه لم يكن يتعاطى المخدرات لأنه يرغب بالإحتفال كما هو شائع، لكنه كان يتناولها ليخدر جسده وعقله وليدخل حالة من الهدوء والسكينة النفسية، وإن أول تعرض له من تلك المواد كان تناول حبوب والدته المهدئة حينما كان يبلغ من العمر إحدى عشر عامًا، أما الرواية التي تصف بها أمبر هيرد إدمانه هي رواية مزيفة تمامًا وبعيدة كل البعد عن الحقيقة، مؤكدًا إنه ليس مدمنًا معتوهًا يحتاج لتناول تلك المواد طوال الوقت.
إعترف كذلك إنه اصبح مدمنًا على مسكن الآلام “روكسيدون” الذي بدأ بتناوله بعد الإصابة التي تعرض لها خلال تصوير الجزء الرابع من سلسلة “قراصنة الكاريبي” ووصف الإدمان بشكل عام إنه يشبه “القرد الجاثم على كتفك” منوهًا إنه استمر بتناول تلك الحبوب لمدة أربع إلى خمس سنوات.
في بداية زواجهما، ذكر ديب إنه وهيرد أطلقا على بعضهما البعض ألقاب “ستيف” و”سلم” في إشارة الى شخصيات فيلم “To Have and Have Not” الصادر عام 1944، وايضًا للبطلين الذان قاما بتلك الأدوار الممثل همفري بوغارت والممثلة لروين باكال، اللذان تزوجا رغم الفجوة العمرية الكبيرة بينهما.
صرح قائلًا: “كنت اعلم إنني العجوز البعبع مقارنة بها وجمالها البارع”.
اعاد ديب طرح ما قاله بأن هيرد كانت تتصرف معه جيدًا في بداية علاقتهما، لكن الأمور تغيرت فيما بعد وإستذكر موقفًا بأنها لا تسمح له بالسهر ومشاهدة التلفزيون كما يحلو له ومن ثم تقوم بتوبيخه كالأطفال.
قال: “لا أفهم لماذا لا تسمح لرجل في الخمسين من عمره أن ينام متى ما يشاء وليس كما تشاء هي بدون التصرف بعصبية شديدة”.
ستستمر شهادة ديب اليوم الأربعاء، وستتاح الفرصة لأمبر هيرد كي تعتلي منصة الشهادة ايضًا في وقت لاحق من المحاكمة.
يُذكر إن ديب قد شهد مسبقًا شهادة مطولة في قضيته ضد صحيفة ذا صن البريطانية في شهر يوليو من عام 2020، لكن لم تكن هناك هيئة محلفين حينذاك ورأى القاضي إن إدعاءات الممثلة صحيحة الى حد كبير وحكم لصالح الصحيفة.
سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.