الدور الذي جلب النجومية للممثلة الأرجنتينية أنيا تايلور هو دور البطولة في مسلسل نتفليكس الدرامي، مناورة الملكة، وذلك بعد أن جذبت الأنظار لإبداعها في فيلم “الساحرة” عام 2015.
في المسلسل، قامت أنيا بتمثيل شخصية فتاة يتيمة وعلى مستوى عال من إحتراف لعبة الشطرنج، قبل أن يقودها ذلك الى الإدمان على العقاقير الطبية والمشروبات الروحية.
تلقت تايلور إشادة كبيرة من النقاد لأدائها في المسلسل، لكن ذلك جاء بثمن وسبب لها إضطرابًا عاطفيًا ونفسيًا كانت آثاره واضحة عليها خلال تصوير الشخصية.
فهمت ما تدور حوله القصة على الفور
حتى قبل أن حصولها على الدور، كانت تايلور واعية تمامًا بأبعاد شخصيتها المدعوة بيث هارمون، فكلاهما فتاتان متحمستان لما يقمن به، إذ إن الممثلة تفهم معنى أن تكرس كل ما تملكه لأجل هدف واحد.
تحدثت أنيا لمجلة الأوبزرفر: “الطريقة التي تشعر بها بيث تجاه الشطرنج هو ذات الشعور الذي أشعر به حيال فني وعملي، أنا أتنفسه حرفيًا، أفكر فيه طوال الوقت، إنه أكثر ما يحفزني لذلك أفهم دوافع الشخصية تمامًا”.
المسلسل المستند على رواية من تأليف الكاتب والتر تيفس عام 1983 وتحمل نفس العنوان لم يكن يتمحور حول الشطرنج فقط، كما أكتشفت تايلور بعد قراءة الرواية بل تناقش جوانب آخرى تتعلق بحياة البطلة بيث هارمون، وتلك هي نفس الرؤية التي استنتجها كاتب السيناريو بالمسلسل، الكاتب سكوت فرانك.
“أنا لا أفعل هذا بالعادة، لكن بمجرد إنتهائي من قراءة الكتاب، توجهت مسرعة إلى لقاء سكوت في أحد المطاعم، وبما أن لمحته، ناديت عليه عبر الصالة وقلت له، الكتاب لا يتعلق بالشطرنج، لكن بالوحدة والعزلة، يتعلق بمحاولة العثور على معنى لحياتك والثمن الذي تدفعه مقابل العبقرية، عن إيجاد السكينة بداخلك”.
اقرأ ايضًا: 16 حقيقة لا تعرفها عن مسلسل مناورة الملكة
أدركت تايلور إنها ترغب بعمل هذا الدور بشدة، قالت لمجلة فانتي فير:” “وقعت في حب الشخصية على الفور، كنت مستميتة للقيام بالدور لظني بإن الإتقان الكامل لهذا الدور سيكون من قبلي، في المرة الثانية التي قرأت فيها الكتاب، تلك كانت بداية الإستعداد لمنح هذه الشخصية الكثير من نفسي وجهدي كي تخرج بالشكل الصحيح”.
كيف سبب مسلسل مناورة الملكة مشاكل نفسية للممثلة أنيا تايلور
كان تصوير شخصية رئيسية مضطربة في المسلسل يمثل تحديًا كبيرًا لتايلور، إذ بعيدًا عن مسألة إحتراف الشطرنج وإتقانه، كانت هناك بعض جوانب الشخصية التي كانت مألوفة للغاية من طبيعتها، أوضحت الممثلة: “سرد القصة مشابه لما كنت أفكر فيه لفترة طويلة من الزمن، كانت هناك بعض المشاهد القريبة جدًا من حياتي، سواء التجارب التي مررت بها او كنت شاهدة عليها”.
في تزامن صعب الإجادة، وجب على أنيا أيضًا التعامل مع جدولها المزدحم، إذ كانت تعمل بأكثر من مشروع في وقت واحد، مما تركها مستنفدة ومنهكة عاطفيًا، كشفت قائلة: “كنت أعمل على مشروعين مع يوم إجازة واحد بينهما، لذا كنت مرهقة جدًا ولم أحز أي طاقة تمكنني من الفصل بين العمل وحياتي الواقعية”.
في مقابلة مع مجلة هوليوود رويبورتر، تحدثت تايلور عن أهمية وضع حاجز بين عواطفها الخاصة وتلك المتعلقة بشخصية بيث هارمون:
“هذا من أكثر الجوانب مشقة في هذه المهنة، لأنها تجربة رائعة بالنسبة للممثل أن يكون قادرًا على إختلاق العواطف والإندماج بها، لكن ذلك يجلب لك حربًا نفسية من نوع أخر، مثلًا حينما تستيقظ صباحًا ويراودك شعور سيء، تتساءل عما هو السبب، لكن تتذكر فيما بعد إنها ليست مشاعرك، إنها مشاعر الشخصية التي تقوم بدورها، إنه ليس إكتئابك، بل إكتئاب الشخصية، وتتعايش مع الأمر هكذا طوال اليوم”.
رغم طريقة التفكير تلك، والفصل بين الخيال والواقع، إلا أن الممثلة أنيا تايلور تكافح لإنتزاع ما تبقى من الأدوار في عقلها، وهي ليست واثقة تمام الثقة من نسيانها لشخصية بيث هارمون بالكامل، تقول: “المسألة معقدة، لا أدري تحديدًا، لكن لكل شخصية هناك فترات معينة للتخلص منها، وبعضها لا يمكنك إنتزاعها بالمجمل، تظل معك دائمًا، وأعتقد إن بيث هي واحدة من تلك الشخصيات”.
المصدر: هوليوود ريبورتر، فانيتي فير
سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.