دراكولا هي الشخصية الأكثر إنتاجًا في السينما، وذلك وفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، حيث تكيفت الشخصية الأدبية أكثر من أي شخصية أخرى أمام الكاميرا.
ربما هذا هو السبب الذي دفع أستديوهات يونيفيرسال بيكتشر لإعداد فيلم جديد عن دراكولا ما زال قيد الإنتاج، وسيقوم بإخراجه روبرت إيجرز مع الممثلة آنيا تايلور جوي في دور البطولة.
من الناحية الفنية، يسير المخرج والنجمة على نفس خطى التي أتباعها في تعاونهما السابق، فيلم The Witch، الذي يتواجد في قائمة أفضل أفلام الرعب الحديثة.
بالطبع فإن فيلم دراكولا، Nosferatu هو تحفة سينمائية تعبيرية للمخرج الألماني إف دبليو مورناو، تم إصداره عام 1922، ويقوم إيجرز هنا بإعادة إحياء إرث كلاسيكي يتسم بالغرابة، مما يوفر له الكثير من الفسحة في فيلمه الجديد.
ينبع هذا من حقيقة أن فيلم نوسفيراتو للمخرج مورناو ليس مقتبس رسميًا من رواية برام ستوكر لعام 1897، وكان هذا نتيجة لمحاولة غامضة من قبل صانعي الأفلام الألمان للالتفاف على صاحبة حقوق الطبع والنشر للرواية، وهي أرملة ستوكر، فلورنس بالكومب، بالطبع المخطط لم ينجح.
ومع ذلك، فقد سُمح لمورناو بعمل الفيلم الذي أصبح ببطء خلال 25 عامًا التالية أحد أهم الإضافات المهمة لشخصية مصاص الدماء وإعادة تفسيره إلى رمز أكثر بشاعة.
تم إصدار Nosferatu الصامت قبل ما يقرب من عقد من الزمان من أول فيلم دراكولا رسمي مقتبس عن رواية ستوكر والذي كان من بطولة الممثل بيلا لوغوسي عام 1931.
ولكن فيلم نوسفيراتو ذهب في اتجاه مختلف تمامًا، إذ بدا الكونت أورلوك الذي صوره الممثل ماكس شريك وكأنه جثة تمشي وتتحرك، وهو مختلف عن رواية ستوكر الأدبية، مع خدوده الغائرة وأسنانه الشبيهة بالقوارض، وكأنه فأر متحلل مُنح شكلًا بشريًا وجلب معه الموت الأسود إلى ألمانيا.
يعتبر فيلم Nosferatu التعبيري أكثر تجريدًا من رواية ستوكر، التي هي كابوس سريالي ومن خلالها أكملت جميع أفلام الرعب مسيرتها في هوليوود، واستمرت أفلام دراكولا المستقبلية في مسار مألوف على نفس النمط أيضًا، ولكن لم يسر الكونت أورلوك بنفس الاتجاه، في الواقع، كانت النسخة الجديدة الأولى من فيلم نوسفيراتو لعام 1979 للكاتب والمخرج ويرنير هرستوغ أكثر إبداعًا وانفصالًا عن فيلم مورناو لعام 1922، حيث أظهر مشاهد سينمائية طويلة غارقة في جو من الرهبة.
اقرأ ايضًا: كم تبلغ ثروة آنيا تايلور جوي، نجمة مسلسل مناورة الملكة؟
في الفلكلور القديم، لم يكن مصاص الدماء مخلوق ذو رغبة أو ذكاء عظيم، كان شبح عائد من القبر لم يكن موجودًا إلا لامتصاص الحياة من البشر، التزم هرتسوغ بهذه الفكرة ووجد فيها صفاءً مروعًا، حيث أعاد إنشاء لوحات عصر النهضة التي احتضنت بمحبة اليأس الذي أحدثته الأوبئة.
واحدة من أفضل الصور المرئية في الفيلم هي الفئران التي سافرت مع مصاص الدماء وقد ظهرت وهي مكدسة على مائدة وليمة في الهواء الطلق، حيث اقتربت هذه الصور من اللوحات الفنية للقرون السابقة.
إن شهرة المخرج روبرت إيجرز من فيلم The Witch و The Lighthouse ستضيف بالطبع نكهة مميزة خاصة به إلى هذا الإرث الكلاسيكي، وسيكون الفيلم تحت عنوان بسيط وهو نوسفيراتو.
يجدر بنا أن نتذكر أن نوسفيراتو الأصلي لعام 1922 له جذور وأسس راسخة تعود للقرن التاسع عشر أكثر من القرن العشرين، ومع ذلك، فإن إعادة الإصدار مع مخرج أفلام لا تقل غرابة عنه سيمكننا توقع الأفضل، إذ تحدث ايجرز في عام 2019 عندما سُئل عما إذا كان لا يزال سيمضي قدمًا في إعادة إصدار الفيلم الكلاسيكي Nosferatu في ذلك الوقت.
قال إيجرز: “لقد أمضيت الكثير من السنوات والكثير من الوقت في تخيل الفيلم، سيكون من المحزن جدًا إذا لم أصنع فيلم نوسفيراتو، ولكن أيضًا، ربما لا يحتاج نوسفيراتو إلى إعادة إصدار مرة أخرى!”.
على ما يبدو، لم يستطع إيجرز ترك المشروع يمضي، مع استمرار زيادة شهرته وتعاونه المتكرر مع أنيا تايلور جوي جعل إعادة إصدار الفيلم تبدو متوقعة، في الواقع فاز فيلمه The Lighthouse بالعديد من الجوائز بما في ذلك الأداء الرائع للممثل ويليام دافو والتصوير السينمائي الفريد من نوعه.
في غضون ذلك، تنامت شهرة تايلور جوي المهنية في السنوات الأخيرة بفضل أدوارها في فيلم إيما ومسلسل مناورة الملكة، ومع ذلك تبدو هي و إيجرز منجذبين للعمل معًا بعد أن عاودا بالفعل المشاركة في فيلم دراما الفايكينغ للعام المقبل، بعنوان The Northman.
كانت تايلور جوي هي التي كشفت هذا الأسبوع لصحيفة لوس أنجلوس تايم أنها و إيجرز يستعدان لتعاونهما الثالث في فيلم Nosferatu.
وهو ما يثير التساؤل عما قد يجلبه إيجرز وتايلور جوي إلى الفيلم، من المحتمل أن يكون شيئًا متجذرًا عن تقاليد مصاصي الدماء القديمة مثل الأصالة في فيلم الساحرة، والخرافات البحرية في فيلم The Lighthouse.
سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.