بعد الحلقة الرابعة، أُخبر المشاهدين أن حلقة الموسم الأخير ستُعرض في الأسبوع المقبل، بعد ان كان من المفترض في البداية أن يكون المسلسل مكونًا من ست حلقات، لذا كان المعجبين مشوشين على مصير الحلقة الأخيرة.
يدور مسلسل “الأيدول” حول جوسيلين (ليلي روز ديب)، نجمة بوب ناجحة تحاول استعادة حياتها المهنية بعد فقدان والدتها. تبدأ هذه الفنانة المضطربة علاقة سامة مع تيدروس (آبيل تسفاي، والمعروف أيضًا باسم ذا ويكند)، خبير تطوير الذات وزعيم طائفة حديثة ومالك ملهى.
أن مسلسل “الأيدول” لصموئيل ليفنسون يعتمد تمامًا على ما يثير المشاهد على الرغم من أن الكتّاب قد يظنون أن هذا هو المغزى الكامل للعمل – أن نشعر به – إلا أن ذلك لا يجعله سلسلة تلفزيونية جذابة بالضرورة. يتضح أنك في حاجة إلى قصة من أجل أن يكون لديك سلسلة ناجحة بأي شكل من الأشكال، وهذا المسلسل بدون قصة.
مسلسل ذا ايدول يفتقر لقصة وأحداث مترابطة
بالطبع، غياب القصة مشكلة بالفعل، وأكبر مشكلة في المسلسل تكمن في افتقاره إلى أي تطور في الشخصيات على الإطلاق. عندما يتوفَّر لديك فقط معرفة سطحية عن الشخصيات، فإنه من الصعب على الجمهور تشكيل أي نوع من التواصل معها، سواء كان إيجابيًا أم سلبيًا، وبعد أربع حلقات، لا نعرف الكثير أكثر مما كنا عليه في البداية.
اقرأ ايضًا: ما هي قصة مسلسل ذا ايدول، ومن سيظهر فيه؟
تقترب السلسلة من النهاية ولا يوجد الكثير ليقال عن هوية أيٍ من هؤلاء الأشخاص أو كيف نمت شخصياتهم خلال الحلقات الأربع الماضية، وإذا لم يكن ذلك كافيًا، فإنه ليس هناك تطور كبير في القصة، حيث يدور كل شيء بشكل رئيسي في منزل جوسيلين (ليلي-روز ديب)، والذي أصبح في جوهره حفرة ضخمة ملوّثة بالأجواء المُفْسَدَة، وفي الحقيقة، إن أكبر خطأ لـ ذا ايدول هو أنه ممل جدًا.
في هذه المرحلة، تحول “الأيدول” إلى تلك اللقطة في فلم “تشارلي ومصنع الشوكولاتة” حيث يعيش جدّا تشارلي سويًا في سرير ضخم، باستثناء أن “ذا ايدول” أقل سحرًا بكثير وتوجد فيه مزيد من الكحول والمخدرات، المشكلة هنا ليست حتى الكحول والمخدرات بالأساس عندما يتعلق الأمر بهذه المجموعة من الأشخاص: إنه التعذيب الذهني والجسدي المطلق الذي يشكل المشكلة، وهذا كله نابع من تيدورس“ذا ويكند”، إن السلسلة على وشك الانتهاء ولا زلنا لم نعرف ما يحدث في الأساس.
لم نحصل سوى على معلومات ضئيلة عن تيدروس وماضيه، ونحن غير متأكدين حتى من صحة هذه المعلومات لأنها ليست من مصادر موثوقة جدًا. في الجوهر، لا نعرف شيئًا إلا ما يعرض على الشاشة، والذي – حتى هذه اللحظة – كان مجرد جلسات في غرف مظلمة زاخرة بأغاني ذا ويكند، ليس هناك سبب للاعتقاد أن أيٍّ من هذا سيتغير في الحلقة الأخيرة، وحتى إذا حدث ذلك بشكل معجزات فإن الوقت لا يكفي بعد لإنهاء القصة، بغض النظر عمَّا قد تكون تلك القصة، اذا كانت هناك واحدة.
مسلسل ذا ايدول يعتمد تمامًا على اللقطات والأجواء التي لا معنى لها
عندما يتم التخطيط لسلسلة بناءً على أساس الأجواء، فإنه لا يمكن أن يحدث شيء ذو مغزى حقيقي لأنه لم يتم تخصيص وقت كافٍ لأي نوع من القصة الحقيقية، بالطبع، قد يكون هدف “ذا ايدول” هو إبراز التحديات والمشاكل التي تواجه الشخص في دائرة الضوء العام، ولكن بسبب ارتباط كبير بغموض تيدورس وتأثيره المشابه للطائفة، فإن أية نقطة أصلية كانت موجودة قد ضاعت.
القصة التي لم تكن لها أي معنى بالفعل هي قصة الراقصة الإحتياطية، ديان (جِيني روبي جاين)، التي أثبتت صعوبة التعامل معها، إنها التفاتة مثيرة للاهتمام وللاستكشاف، ولكن بسبب القصر في الوقت، لم يكن هناك سبب لإدخال قصة لم يكن هناك وقت كافٍ لإبرازها بشكل مناسب. رغم أن ذلك قد يؤدي إلى خلاف أكبر بين الاثنتين، إلا أن الأمر اقتصر فقط على ديان تسأل جوسيلين عمَّا إذا كان من الممكن أخذ أغنيتها “World Class Sinner” الخاصة بها، والأمر انتهى بجوسيلين فقط تستجيب بعدم المبالاة.
لفترة طويلة وُصف “ساينفيلد” بأنه “المسلسل عن لا شيء”، ولكن كان ساينفيلد ناجحًا لأنه في ذلك اللاشيء، كان هناك شيء، تُكشَف تفاصيل الشخصيات، وتحدث متعددة من القصص في نفس الوقت، كل ذلك يتراكم في نهاية كل حلقة مع لحظة تجمعهم جميعًا، ربما يكون “الأيدول” قد اعتمد على الإنفعالات التي لا معنى لها، ولكن بدون أية تطور للشخصيات أو القصة لدعمه، فإنه حقًا يُعَتَبر التجسيد الذروة لمسلسل عن لا شيء.
مسلسل ذا ايدول ينتهي مثل ما بدأ ولا أحد مهتم
ينتهي الموسم الأول من “ذا ايدول” قبل الموعد المتوقع، على الرغم من أنه تم في البداية تخطيط المسلسل لست حلقات، إلا أنه تم الإعلان مؤخرًا أنه ستنتهي بالحلقة الخامسة، مما يعني أن لدينا الكثير لنغطيه في هذه الحلقة النهائية يوم الأحد، ولكن نظرًا لأننا لا نعرف شيئًا كثيرًا عن كل شخصية، فإنه يشبه تقريبًا عدم وجود حاجة فعلية لإحكام ختام المسلسل حيث لا يوجد شيء يُحَكَّم في المقام الأول.
مع كمية الانتقادات التي وجهت إلى هذا المسلسل، فلا أحد سيهتم إذا قرروا إنهاء الأمور بشكل مفاجئ أو ترك عدة ثغرات، وبالنظر إلى احتمالية وجود موسم ثانٍ ضئيلة، فلن يكون لذلك أي أهمية بالنسبة لمستقبل المسلسل.
أكثر ما يميز هذه السلسلة هو تجاهل شامل و عدم اكتراث شخصياتها لأي شيء. لذا، لماذا ينبغي أن يهتم المشاهد بالمسلسل؟ من الواضح أنه لا يمكنك أن تتوقع فورًا من المشاهدين أن يتبعوك في سلسلة مبنية على الأجواء والمزاج فقط.
اقرأ ايضًا: إيفوريا 3: قصة الموسم، موعد الإصدار، وكل ما نعرفه
سلسة إيفوريا من صامويل ليفنسون قد تحتوي على نفس النمط من المؤثرات، ولكنها ذات قصة وهو ما تركز عليه في المقام الأول، نظرًا لإعجاب الكثير من الناس بتلك التقلبات والأجواء في السلسلة، يبدو أنه كان خليط جيد، ولكن ما يمكن أن يجعل المسلسل ضعيفًا هو تركيزك فقط على الأجواء والمؤثرات واللقطات دون التفات للقصة التي تأتي اولًا.
مع حلقة واحدة متبقية، سيكون من الشيء المثير للاهتمام رؤية ما إذا كانت الحلقة النهائية من ذا ايدول ستستمر في المسار نفسه أخر مرة أم أنها ستحاول إنهاء الأمور بطريقة ما، وبغض النظر عن ذلك، فإن المسلسل قد حقق شيئًا واحدًا: جعل الناس يتحدثون عنه لتفاهته.
المصدر: اتش بي او ماكس
سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.